اندلعت، صباح أمس الأربعاء، اشتباكات وصفت بالعنيفة بين فصائل من المعارضة السورية والقوات الحكومية على تخوم العاصمة دمشق، في وقت أفادت الأنباء بارتفاع أعداد ضحايا الغارات على الرقة إلى أكثر من 100 قتيل. ومن جهته خاض الجيش السوري مواجهات ضارية مع المسلحين المعارضين في محيط حي جوبر بشرق دمشق، حيث عمدت الفصائل المعارضة إلى تفجير نفق للقوات الحكومية على جبهة النشار، وامتدت المواجهات إلى عدة مناطق في ريف العاصمة، حسب الناشطين المعارضين، الذين أشاروا إلى أن الجيش قصف بصواريخ أرض-أرض زبدين في الغوطة الشرقية بالتزامن مع محاولة للتقدم إلى داخل البلدة. وبدوره، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اندلاع اشتباكات متقطعة بين المعارضة والقوات الحكومية مدعومة بميليشيات موالية، في منطقة بسيمة في وادي بردى، وسط تبادل للقصف من طرفي النزاع. وعلى صعيد منفصل، كشف اتحاد تنسيقيات الثورة أن ضحايا الغارات الجوية التي شنتها طائرات القوات الحكومية على مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة في شمال البلاد، ارتفع إلى 100 قتيل، معظمهم من المدنيين. وقالت مصادر طبية في سوريا إن أكثر من تسعين قتيلا وعشرات الجرحى سقطوا في مجزرة جديدة ارتكبها طيران النظام السوري في مدينة الرقة التي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية، ويقطنها نحو نصف مليون شخص. وأضافت المصادر نفسها أن هناك عائلات أبيدت بالكامل. وقال ناشطون من المدينة أن طيران النظام الحربي شن ثماني غارات جوية على أحياء الرقة السكنية، استهدفت إحداها تجمعاً كبيراً من المدنيين في محيط المتحف الوطني وسط المدينة، وتجمعاً آخر في منطقة الصناعة، مما أدى لسقوط أكثر من 150 مدنياً بين قتيل وجريح. تواصل المعارك بمدينة حمص وفي سياق متصل، تواصلت المعارك، أول أمس الثلاثاء، بين تنظيم الدولة وقوات النظام السوري في محيط جبل الشاعر ومنطقتي جزل وحجار في ريف حمص الشرقي، ودارت عدة اشتباكات بين الجانبين تزامنا مع قصف جوي شنه الطيران الحربي التابع للنظام بالصواريخ الفراغية على مواقع للتنظيم في المنطقة. وذكرت مصادر محلية أن تنظيم الدولة يحاول السيطرة على حقول النفط والغاز في المنطقة، إضافة إلى قطع الطرق الرئيسية التي تستخدمها قوات النظام لنقل أرتالها العسكرية من دمشق وحمص إلى مدن الشمال. وفي الريف الشمالي لحمص، جددت قوات النظام قصفها مدنَ تلبيسة والحولة والرستن، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وسط اشتباكات وصفت بالعنيفة مع ثوار المعارضة على الجبهة الجنوبية لمدينة تلبيسة سقط على إثرها قتلى من الطرفين. أما في مدينة حمص، فقد تعرض حي الوعر لقصف لقذائف الهاون والمدفعية، ما أدى إلى وقوع جرحى من المدنيين، ترافق ذلك مع اشتباكات متقطعة بين الثوار وقوات الأسد على أطراف الحي من جهة بساتين الوعر.