للفتور أسباب ومن أهم هذه الأسباب: 1/ اللقمة المشبوهة، فقد يدخل المسلم إلى جوفه لقمة لا يدري مصدرها فيؤثر ذلك على على قلبه وإيمانه وخشوعه. 2/ الإكثار من المباحات فيؤدي ذلك إلى السمنة وضخامة البدن وسيطرة الشهوات، والتكاسل عن الطاعات. والله تعالى يقول: ”وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأعراف:31)، وقال صلى الله عليه وسلم: ”ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن”، رواه الترمذي وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إياكم والبطنة والشراب فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة. 3/ ترك مصاحبة الصالحين والجلوس معهم، ولذا قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كدر الجماعة خير من صفو الفرد. وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: لولا الجماعة ما كانت لنا سبل*** وكان أضعفنا نهبا لأقوانا. 4/ قلة تذكر الموت والدار الآخرة، فإن من شغل بعمل الدنيا انصرف عن هم الآخرة، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على تذكر الآخرة وزيارة القبور، ففي سنن الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” استحيوا من الله حق الحياء، قلنا: يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء. 5/ التقصير في عمل اليوم والليلة، كالتقصير في بعض الواجبات أو ارتكاب بعض المحرمات فإن ذلك يورث الكسل والفتور، وقد أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه فقال:” يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلاً طويلاً، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان فإذا صلى انحلت العقد فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان”. 6/ الغلو في الدين لحد الملل: فإنه طريق إلى الفتور والقعود عن الطاعة، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من التشدد، ففي سنن النسائي وابن ماجه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين”، وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: دخل عليها وعندها امرأة قال: من هذه؟ قالت: فلانة تذكر من صلاتها قال: مه! عليكم بما تطيقون، فو الله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه. 7/ الوقوع في المعاصي والسيئات ولعلاج الفتور عليك بما يلي: البعد عن المعاصي والسيئات كبيرها وصغيرها، والمواظبة على عمل اليوم والليلة من صلاة وذكر وعبادة، واستغلال الأوقات الفاضلة، ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري:” فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة”، وصحبة الصالحين، ومعرفة سنن الله في الكون وأن الله يبتلي عباده المؤمنين ليظهر إيمانهم وصبرهم وصدقهم ويرفع درجتهم، ومعرفة مداخل الشيطان وأنه واقف لعباد الله في الطريق يريد أن يصدهم عن طريق الله المستقيم، وإعطاء النفس مقداراً من الراحة بالمباح حتى لا تمل وتفتر وتنقطع، ومداومة النظر في كتب السيرة والتاريخ والتراجم لمعرفة كيف كان الرعيل الأول، والسعي إلى الإقتداء بهم، وتذكر الموت وما بعده من سؤال الملكين في القبر ومن ظلمته، والميزان والصراط والجنة والنار، فمن تذكر ذلك جعله في شغل بالآخرة عن الدنيا، والتزود من العلم النافع، ومحاسبة النفس بصورة مستمرة..