انتقد الخبير الاقتصادي، عبد المالك سراي، إقدام الحكومة على إطلاق أول تجربة نموذجية لاستغلال الغاز الصخري بعين صالح الجنوبية في هذا الوقت بالذات، مؤكدا أن استكشاف الغاز الصخري يكلف كثيرا ويتطلب أموالا هائلة، بينما الجزائر قد أعلنت حالة من التقشف نتيجة انهيار أسعار النفط وتراجع مداخيلها، متسائلا كيف يتم تحمل أعباء إضافية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا. أشار الخبير، في تصريح خاص ل”الفجر”، أنه من بين أهم عوائق استغلال غاز الشيست هو عدم توفر تقنيين ومختصين جزائريين في المجال، خاصة أن الأمريكان هم الذين يحتكرون هذه التكنولوجيا في العالم نظرا لتفوقهم فيها. وقال سراي أنه ”من الغريب أن تطلق الجزائر تجربة استغلال الغاز الصخري بيد أنها تفتقر لتحكم تقني في هذه التكنولوجيا”، مشيرا أن ”العلماء قد اتفقوا أن استغلال غاز الشيست سيلوث البيئة لا محالة ويضر بها وحتى بالكائنات الحية والسكان على المدى المتوسط والطويل”. ودق سراي ناقوس الخطر قائلا أن الشعب يرفض استغلال الغاز الصخري الآن لوعيه بالمخاطر التي يسببها وانعكاساته الخطيرة، خاصة في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها الجزائر، فضلا عن إنتاجه الاقتصادي المكلف وتكلفة استغلاله الباهظة جدا، مشبها إياه ب”ثاني قنبلة نووية تشهدها البشرية”. من جهته، أشرف وزير الطاقة، يوسف يوسفي، منذ يومين، على أول تجربة لاستغلال الغاز الصخري بعين صالح، حيث أكد أن إنتاج الغاز غير التقليدي لا يؤثر في البيئة والمياه الجوفية، على اعتبار أن السلطات الوصية اتخذت كافة الإجراءات الكفيلة للمحافظة على البيئة من احتمال تلوثها بمخلفات هذه المشاريع. وقال إن تجربة استغلال الغاز الصخري مغامرة لابد منها، على اعتبار أنها في مرحلة تجريبية لمعرفة حجم التكاليف ومقارنتها بالمردودية الاقتصادية. وأكد الوزير أن الحكومة لن تتوجه إلى استغلال الموارد غير التقليدية كالغاز الصخري، إلاّ في حال التأكد من مردوديتها على الصعيد الاقتصادي. وأوضح أن التكلفة المقبولة لا بد أن تكون من 2 إلى 3 دولارات لإنتاج وحدة حرارية.. وفي وقت تحفظ على ذكر تكلفة إنجاز أول بئر للغاز الصخري في الجزائر، من منطلق أن التقييم النهائي لم يتم بعد، توقع يوسفي بالمقابل بأن تكاليف استغلال الغاز الصخري الجزائري لن تكون مرتفعة. وأشار إلى استخدام نفس المنشآت الجاهزة مسبقا بحكم استعمالها في نقل وتصدير الموارد التقليدية، بالإضافة المحافظة على زبائن الجزائر خاصة دول الضفة الشمالية للمتوسط كعملاء للإنتاج الوطني من الغاز الصخري. وقال وزير الطاقة يوسف يوسفي إن أول بئر للغاز الصخري ينطلق في الإنتاج ضمن مشروع نموذجي بمنطقة أحنات بعين صالح، اعتمد بصفة كاملة على خبرة الموارد البشرية الوطنية.