احتضن، مساء يوم الأربعاء الفارط، المسرح الوطني محي الدين باشطرزي، عرض رائعة المسرحي البريطاني وليام شكسبير “هاملت”، لفرقة “شيكسبير غلوب ثياتر” بطبعتها الأصلية ومعنونة باللغة الفرنسية، أمام جمهور غفير مولع بالنصوص المسرحية الكلاسيكية العالمية. وأدت الفرقة بقيادة “دومينيك درومغول” و”بيل باكهورست”، والتي تضم ثمانية ممثلين بتفوق، أحد أجمل النصوص المسرحية العالمية على مدى ساعتين و40 دقيقة تخللتها فترة استراحة دامت نصف ساعة. وتعالج المسرحية قصة ملك الدانمارك، الذي توفي ثم يظهر لابنه “هاملت”، الذي أدى دوره الممثل “نعيم حياة” في شكل شبح، ليخبره أنه قتل من قبل أخيه “كلاوديوس” المتمثل في عم “هاملت”، والذي أدى دوره “جون دوغال” وزوجته “جارترود”، والدة هاملت”، التي أدت دورها “فيبي فياديس”، وبعدها يتزوج “كلاوديوس جارترود” لاعتلاء عرش المملكة. ولكشف الحقيقة يتظاهر هاملت بالجنون، الذي يجعله يضحي بحبه “لاوفيليا”، والتي أدت دورها “جينيفر ليونغ”، لأنه لم يتمكن من الوفاء بالوعد الذي قدمه لها لانشغاله بكشف مرتكبي جريمة قتل أبيه. وأبدى الممثل نعيم حياة، الذي أدى ثلاثة مونولوغات طويلة في مختلف مراحل المسرحية، براعة وموهبة في التمثيل والأداء متوجا العرض بقوله الجملة الشهيرة “تو بي أور نوت توبي ذات إيز ذكواتشن”، بمعنى “أكون أو لا أكون تلك هي المسألة”، معبرا من خلالها عن النزاع الداخلي الذي كان يدمي فؤاده، فكان من الصعب بالنسبة لهاملت رؤية ازدهار قاتلي أبيه الذي وعده بالانتقام له وغسل ذمة المملكة من العار الذي تكبدته بعد الخيانة الشنيعة التي تسبب فيها كل من أمه وعمه. وساهم التصميم المسرحي، الذي ركز على ديكور بسيط وملابس تعد حديثة، عن تلك المتداولة في تلك الفترة بصفة غير مباشرة في ابراز عالمية النص وقوته كونه نص معاصر يمكن تأويله بعدة طرق سياسيا أو فلسفيا. واعتبرت “دومينيك درومغول”، التي أشارت إلى إنها قدمت تصورا جديدا لهذا العمل المسرحي البارع لشكسبير الذي لا يضاهي، أن الأمر يتعلق ب“اقتباس لهذه المسرحية دون تعديل نصها في عصرنا هذا ولصالح كافة المجتمعات التي تحتضن عرضها”. وللتنويه يأتي العرض المسرحي، في إطار إحياء الذكرى ال450 لميلاد وليام شكسبير، حيث شرعت فرقة “شاكبير غلوب ثياتر” منذ 23 أفريل 2014 في جولة عالمية تدوم سنتين تشمل نحو 205 بلد، وتعد الجزائر البلد الإفريقي الاأول وال66 عالميا الذي يستقبل هذه الفرقة التي ستختتم جولتها في 23 أفريل 2016.