استمرت الاشتباكات في مختلف مناطق سوريا، الإثنين، بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، الذين أعلنوا عن تدمير طائرة مقاتلة في مطار حلب، وفيما يستمر البرد بقتل المزيد من أطفال المخيمات، توقعت الأممالمتحدة تراجع حجم الحصص الغذائية الممنوحة للاجئين السوريين بسبب تراجع حجم التمويل الذي تقدمه الدول المانحة. تعرض حي الحجر الأسود بمدينة دمشق للقصف المدفعي، حسب ما ذكر ناشطون معارضون، غير أنه لم ترد معلومات عن سقوط قتلى خلال هذه الاشتباكات، وفي حرستا بريف دمشق، وقع انفجار ضخم أسفر عن تدمير بناية بأكملها، وقال معارضون أن عناصر مسلحة موالية للقوات الحكومية فخخت المبنى، الواقع في شارع الإنتاج بحرستا، قبل تفجيره. أما في حلب، فأعلن فصيل مسلح عن تفجير طائرة مقاتلة من طراز ميغ 23 كانت رابضة في مطار النيرب العسكري، وذلك باستخدام صاروخ من طراز ”تاو” المضاد للدروع، وفي بلدة يلدا، ذكر معارضون أن القوات الحكومية سمحت بدخول شاحنتين محملتين بالمواد الغذائية إلى البلدة الواقعة في ريف دمشق الجنوبي، عبر معبر ببيلا-سيدي مقداد، وكانت القوات الحكومية منعت إدخال المواد الغذائية عبر المعبر لمدة 29 يوم في خرق للهدنة المبرمة في المنطقة، حسب ما ذكر الناشطون. ومن ناحية ثانية، هدد أحد قادة المسلحين بتسليم 20 جندياً من القوات الحكومية إلى ”المحكمة الشرعية” لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم، في حال لم تتم مبادلتهم مع مسلحين في السجون السورية، ونقل معارضون عن قيادي عسكري لأحد فصائل المسلحين إن المفاوضات مع السلطات السورية بدأت يوم 18 فبراير من عام 2013، وذلك في اليوم الذي أسر فيه الجنود الذين يتبعون كتيبة حرس الحدود 546، في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي. الأممالمتحدة تتوقع الأسوء للاجئين السوريين ارتفع عدد الوفيات بين الأطفال السوريين جراء البرد والصقيع، في وقت فاقمت فيه العاصفة الثلجية التي تضرب منطقة الشرق الأوسط منذ أسبوع الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها السوريون، في ظل حصار قوات النظام لبعض المناطق وانعدام وقود التدفئة والمواد الغذائية وسوء الأوضاع الصحية، وفي أحدث الإحصاءات، توفي يوم الاثنين طفلان -أحدهما حديث الولادة- نتيجة البرد الشديد وسوء الأحوال الجوية، كما توفي طفل يبلغ من العمر عشر سنوات فجر الاثنين في قرية الهري بدير الزور شرق البلاد جراء البرد، بينما أشارت الهيئة الطبية في بلدة عرسال اللبنانية إلى وفاة طفل سوري حديث الولادة نتيجة الأحوال الجوية في البلدة. وأفاد ناشطون سوريون في وقت سابق بوفاة أربعة أطفال سوريين في دوما بريف دمشق، اثنان منهم جراء موجة الصقيع التي تجتاح مخيمات النازحين واللاجئين، مما يرفع عدد الذين لقوا حتفهم بسبب هذه الكارثة إلى ستة خلال يومين. وفي السياق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وفاة 11 شخصا في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا بينهم سبعة أطفال خلال أسبوع بسبب البرد الناتج عن العاصفة الثلجية. ومن جهتها، توقعت الأممالمتحدة تراجع حجم الحصص الغذائية الممنوحة للاجئين السوريين في دول الجوار خلال الفترة القادمة، وذلك بسبب تراجع حجم التمويل الذي تقدمه الدول المانحة، وأكدت الأممالمتحدة أن المانحين الذين كانوا يقدمون المساعدات للاجئين السوريين تحولت مساعداتهم إلى أزمات بديلة كوباء إيبولا في أفريقيا. وتوقعت الأممالمتحدة أن يعاني اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري أزمة في الحصول على حصص غذائية مع بداية العام الجاري، وذكر برنامج الغذاء العالمي أنه لا يملك التمويل اللازم لتقديم المعونات الغذائية لشهر فبراير/شباط خاصة مع سوء الأحوال الجوية. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة أن التحذير الذي أطلقه البرنامج في شهر ديسمبر الماضي من إمكانية وقف تقديم المساعدات للاجئين السوريين بسبب غياب التمويل، سمح بجمع مبالغ مالية ستمكن البرنامج من الوفاء بالتزاماته تجاه اللاجئين خلال الأشهر القادمة.