أكد الباحث الجزائري الدكتور العيد جلولي أن أزمة أدب الطفل في الجزائر تكمن في اختيار المواضيع التي تسترعي انتباه الطفل، داعيا إلى عدم الاستخفاف بذكاء الطفل الذي لم تعد تنطلي عليه الموضوعات الوعظية السطحية والساذجة. وقال البروفيسور جلولي لدى حلوله ضيفا على برنامج ”رجال لهم تاريخ” للإذاعة الثقافية إن الموضوعات المطروقة في أدب الطفل لا تزال بعيدة عن عالم الطفل الذي يعيش في عوالم أخرى تصنعها الألعاب المتطورة والبلاي ستيشن” في أجيالها المتطورة التي لم يعد المتصدون لكتابة أدب الطفل قادرين على مواكبتها، مضيفا أن الاطفال الآن أكثر ذكاءً واطلاعا، وارتباطا بالتكنولوجيا الحديثة بما تتيحه من جماليات وتفاعلية يعجز عنها النص المكتوب. كما دعا جلولي الكتاب إلى الابتعاد عن تقمص دور الواعظ والوصي المتسلط مركزا على ذكاء الطفل الذي لم يعد ساذجا ليقبل الأسلوب الوعظي الممجوج، مضيفا أنه بإمكان الكاتب أن يسرب القيم الجميلة، والأخلاق الرفيعة، دون السقوط في الأسلوب الوعظي، واجترار الموضوعات، المكرورة المبتذلة، مدللا على ذلك بلا جدوى الكتابة عن ساعي البريد في وقت لم يعد موجودا على سبيل المثال. وفي حديثه عن تجربة هاري بوتر، دعا الباحث إلى ضرورة الاستفادة من التجربة الغربية دون الذوبان فيها، داعيا إلى عدم الانغلاق، مؤكدا في الوقت ذاته أن الكتابة للطفل في الغرب أصبحت صناعة قائمة بذاتها ليس بوسعنا بلوغها في الوقت القريب على حد تعبير المتحدث ذاته.