شن مسلحون في شبه جزيرة سيناء مساء السبت هجمات جديدة على مواقع للجيش المصري بقذائف هاون ونصبوا كمائن أمنية، فيما ردت قوات الجيش المصري على المهاجمين بقذائف المدفعية، فيما لمّح الرئيس المصري إلى أن لجماعة الإخوان المسلمين يد فيما يحدث من أعمال عنف بالمنطقة. كشفت مصادر أمنية وعسكرية مصرية أنه تم إحباط محاولة لتفجير كمين الجورة جنوب الشيخ زويد في سيناء بسيارة مفخخة، مشيرة إلى أن الجيش المصري أرسل تعزيزات باتجاه الشيخ زويد ورفح لمواجهة المسلحين، وذكرت مصادر طبية أن عددا من الجنود أصيبوا في هجوم على حواجز أمنية في رفح شمالي سيناء، في حين أكدت مصادر أمنية أن مسلحين لا يزالون يحاصرون كمين ”لافي” العسكري في رفح من كل اتجاه. ومن جهته، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول أمس السبت، قرارا بتشكيل قيادة موحدة ”لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب” في شبه جزيرة سيناء، مؤكدا أن بلاده تخوض مواجهة صعبة وقوية وطويلة الأمد مع ”الإرهابيين”، ما يعني توسيع العمليات العسكرية في سيناء وإعطاءها حق استخدام قوات وآليات الجيش الثاني والثالث الميدانيين، وأن هذه القيادة ستوجد بشكل دائم في سيناء ولن تكتفي فقط بالزيارات الميدانية. ومن جهة أخرى، قال السيسي، في الاجتماع الذي جمع كبار قادة الجيش، أن المواجهة ضد ”الإرهابيين” التي تخوضها بلاده ”صعبة وقوية وشريرة وستأخذ وقتا طويلا”، وأضاف أن من سيدفع ثمن هذا الوقت هو كل المصريين لأن أولاد الجيش والشرطة هم أولاد المصريين. كما اتهم السيسي جماعة الإخوان المسلمين بشكل غير مباشر بالوقوف وراء الهجمات على الجيش، قائلا أن ”مصر تجابه أقوى تنظيم سري في العالم”، ثم أشار إلى أن المصريين اتخذوا ”قرارا من أخطر القرارات في العصر الحديث”، عندما احتشدوا في 30 جوان 2013 لإسقاط الرئيس محمد مرسي، وقال أن أحد أكبر قيادات هذا التنظيم أخبره قبل سقوط مرسي بأن الناس سيأتون من كل أنحاء العالم لمقاتلة المصريين. وكان الجيش المصري توعد بالاستمرار في ملاحقة المسلحين بسيناء وكافة أنحاء البلاد، وذلك بعد هجمات استهدفت الخميس الماضي مقار تابعة له في محافظة شمال سيناء أسفرت عن مقتل أكثر من 45 شخصا وجرح عشرات آخرين. وفي السياق ذاته، قالت مصادر أمنية أن عمليات عسكرية موسعة بدأت داخل مدن العريش والشيخ زويد ورفح عقب الهجمات التي استهدفت مقار أمنية وثكنات عسكرية، أول أمس الجمعة، في مدينة العريش.