على بعد 15 كلم عن مقر بلدية الركنية بڤالمة، تقع مشتة عين الحمراء، المنسية كما يطلق عيها سكانها الذين قطعوا كل أمل في الحياة الكريمة مثل بقية المشاتي المجاورة لها، حيث يعيش سكانها المقدر عددهم بجوالي 45 عائلة حياة بدائية. خلال زيارتنا إلى عين الحمراء لم نكن نعلم أن هناك عائلات لاتزال تستعمل ”لمبة المازوت” للإضاءة وتستعمل الحطب وفضلات المواشي للطهي، وتسكن مساكن سقفها من الزنك والقش ”الديس” التي هي عبارة عن أعشاش. عائلات وأطفال لا يشاهدون التلفزيون مثل بقية أترابهم، وسكانها يذهبون إلى البلديات المجاورة لشحن بطاريات هواتفهم. أما إذا أرادوا الاتصال بأقربائهم عليهم بالتوجه إلى أعلى نقطة من الجبل لإيجاد الشبكة. الطريق اللغز الذي تسبب في هجرة أغلب السكان لايزال الطريق اللغز الذي يعد المنفذ الوحيد لسكان مشتة عين الحمراء والمشاتي المجاورة، كما يربط المشتة ببلدية بوحمدان وحمام دباغ والقرى المجاورة، والممتد على مسافة 08 كلم، غير صالح لسير المركبات، خاصة في جزئه الشبه الترابي الممتد على مسافة تقدر بحوالي 05 كلم، والذي يظل مهددا في أية لحظة بالغلق نتيجة انزلاق التربة المتكرر بسبب التضاريس الصعبة التي تعرفها المنطقة، وهو ماجعل الوصول إلى المشتة صعبا، خاصة في فصل الشتاء اثناء تساقط الامطار والثلوج اين يبدأ موسم السبات لدى السكان، حيث يقول أحد السكان إنهم يقومون بتحضير المؤونة لهم ولحيواناتهم من قبل لأن الثلوج قد تغلق عليهم كل المسالك لمدة تقارب الأسبوع، ما يجعلهم مجبرين على البقاء داخل منازلهم وعدم المجازفة بالخروج خوفا من هلاكهم وهلاك حيواناتهم. بعد 52 سنة من الاستقلال.. سكان في بيوت من الزنك رغم مرور 52 سنة على الاستقلال، سكان عين الحمراء بالركنية لايزالون يعيشون حياة بدائية بأتم معنى الكلمة، حيث تقطن حوالي 45 عائلة بيوتا أقل ما يقال عنها عبارة عن أعشاش مغطاة بالقش و الديس والزنك، لا فرق بينهم وبين حيواناتهم.. فلا ثلاجة ولا جهاز تلفزيون، فكل ما لديهم بدائي ما عدا الهواتف النقالة التي يستعملونها لأنها بكل بساطة الوسيلة الوحيدة التي تربطهم مع العالم الخارجي. يقول سكان عين الحمراء إن غياب مدرسة ابتدائية ساهمت بشكل كبير في هجرة العديد من سكان المشتة نحو البلديات المجاورة، ومن بقي منهم فأولادهم يدرسون عند أقاربهم بمنطقة السبت ومجاز عمار وحمام دباغ والركنية، أين تقول إحدى النسوة ”إن أبناءنا يكبرون بعيدين عنا، نتركهم صغارا فيرجعون عندنا كبارا ولا نتمتع بلم شمل العائلة إلا في المناسبات والأعياد”، مضيفة أن أبناءنا لا يريدون البقاء معنا في ظل الظروف المعيشية القاسية التي نحياها في المشتة. البناء الريفي والكهرباء الريفية.. العائق الكبير في حياة السكان.. على بعد 3 كلم من منطقة مشتة الملعب، تظهر لك مشتة عين الحمراء تسطع أسقف منازلها المنجزة من الزنك والديس، في ظل غياب أي سكن ريفي بالمنطقة. وأثناء استفسارنا مع السكان عن السبب قالوا لنا إن السلطات المحلية خصصت لنا في السابق عددا من السكنات الريفية، إلا أن غياب الطريق جعل عملية إنجازها أمرا مستحيلا، مؤكدين أن وضعهم أصبح لا يحتمل الانتظار أكثر، خاصة أن والي الولاية وعدهم بالتكفل بجميع مشاكلهم خلال الزيارة الميدانية التي قام بها إلى المنطقة، مطالبين السلطات المحلية باتخاذ إجراءات سريعة وملموسة من أجل إنجاز سكنات ريفية وربطهم بشبكة الكهرباء الريفية التي لاتزال المشتة محرومة من نعمتها، خاصة خلال فصل الصيف وشهر رمضان أين يشتاقون لشرب مياه باردة، حسب أحد السكان. رئيس بلدية الركنية: ”نحن نعمل على حل جميع مطالب عين الحمراء” من جهته اعتبر رئيس البلدية، عبد الله شريط، أن مطالب سكان عين الحمراء مشروعة، مؤكدا أن مجلسه جاهز لاستقبال ملفات السكان لمنحهم رخصة إنجاز سكنات ريفية، وبذلك يودعون حياة الزنك والديس. أما في ما يخص الكهرباء الريفية أضاف رئيس بلدية الركنية أن مشروع ربط المشتة بالكهرباء الريفية تم تسجيله وسلم المشروع إلى مؤسسة كهريف بقسنطينة، وسيتم ربط المشتة بالكهرباء خلال المخطط الخماسي 2010 /2014..