حذّر تقرير استخباراتي أمريكي من توسع نشاط ”داعش” في ليبيا، كما حدث في العراقوسوريا. وأشار التقرير إلى انتقال تنظيمات إرهابية نحو المنطقة مثل كتيبة الملثمين، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والقاعدة في شبه جزيرة العرب. وأوضح تقرير ”ديلي بيست” الأمريكي أن كتيبة الملثمين التي يتزعمها خالد أبو العباس، وتنظيم دروكدال، وقاعدة شبه الجزيرة العربية، أنشأوا معسكرات تدريب في ليبيا، وأسسوا علاقات مع الإرهابيين المحليين مثل جماعة أنصار الشريعة، مؤكدا أن الهجمات القاتلة التي شنتها الجماعات الفرعية لتنظيم ”داعش” في دول شمال إفريقيا يدحض خطاب بعض المسؤولين الأمريكيين بأن ”ما يحدث في سوريا سيبقى على الأرجح في سوريا”. وتابع التقرير بأن ”داعش” يبدو عازما على تجاوز حدود الأوطان، من خلال إنشاء فروع تابعة له، فقام بشن هجمات في سيناء المصرية أدت إلى مقتل 30 فردا على الأقل من رجال الأمن، وضرب فندق طرابلس الفاخر مما أسفر عن سقوط 10 قتلى، واستهدف السفارة الجزائرية في طرابلس، ولفت إلى أن الهجمات الإرهابية في ليبيا ينفذها تنظيم حديث يدعى ”المجاهدون في ليبيا”، الذي أعلن تشكيله في أكتوبر الماضي، في مدينة درنة شرق ليبيا، ويعتقد أنه يتكون من نحو 800 مقاتل. وحذّر التقرير الأمريكي من أن هجمات ليبيا هي الأخطر والأكثر قلقا نظرا لقربها من أوروبا وموقعها الاستراتيجي في شمال إفريقيا، مشيرا إلى أن ”داعش” قد يستفيد استراتيجيا من تردد الإدارة الأمريكية في مواجهته، وقال إنه بعد يوم من الهجوم على فندق كورنثيا بطرابلس، صرح الرئيس أوباما بأنه ”لا يستطيع أن يرسل جنودا إلى أي مكان تظهر فيه جماعة إرهابية”. وكان الغرب ينظر في البداية إلى مثل تلك الهجمات على أنها حلقة من حلقات فوضى ما بعد القذافي وسرعان ما ستستقر الأمور. ومع تصاعد وتيرة الاقتتال وخاصة منذ الهجوم في عام 2012 على البعثة الأمريكية في بنغازي، ومقتل السفير كريستوفر ستيفنز، بدأت جميع القوى الغربية تغسل أيديها من ليبيا، لكن من المرجح أن تتفاقم هذه المشكلة، ففي العامين الماضيين، استغل المسلحون والإرهابيون الوضع المتدهور في ليبيا، للتنقل إليها والاستقرار بها، وصارت قاعدة للتدريب والتجنيد وتهريب الأسلحة، وازداد توافد المسلحين بعد التدخل الفرنسي في مالي.