هل هي صدفة أن “تحتفل” داعش في ليبيا بالذكرى الرابعة للفوضى الليبية التي سميت اعتباطا بالثورة، بنحر 21 مصريا قبطيا؟! وهل من الصدفة أيضا أن يستهدف التنظيم رعايا مصريين، تزامنا مع صعود ملك جديد في المملكة العربية السعودية، ملك تتحدث مصادر بأنه موال للجماعات الجهادية (الإرهابية) وغير راض، مثلما صرح هو للإعلام عن سياسة سلفه تجاه مصر وتجاه الإخوان، وأن يستهدف التنظيم بهذه البشاعة مصريين تزامنا والتقارب الحاصل بين المملكة السعودية وإمارة قطر التي زار أميرها أمس المملكة، بعد خلاف دام فترة بسبب موقف قطر من مصر وعدائها السافر تجاهها ودعمها للإخوان؟ هل من الصدفة أن تتزامن المذبحة مع عودة لهجة الانتقاد والتحريض التي تشنها الجزيرة على مصر وعلى رئيسها؟ وقد زادت أكثر بعد شبه الانقلاب الحاصل في الموقف السعودي الجديد من مصر وقيادتها؟ أسئلة لابد منها خاصة بعد أن تبيّن، حسب ما تداولته مواقع وموقع تويتر تحديدا، أن المسؤول عن مذبحة الأقباط، حسب ما أعلنه هو في تغريدة له على حسابه، أنه أبو سليمان الجهبذي وأنه متخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وهذا قبل أن يسارع تويتر ويغلق له حسابه. أسئلة كثيرة تبقى معلقة، في ظل الفوضى العارمة التي تعيشها المنطقة العربية، فمن الصعب اتهام المملكة برعاية داعش، لكن من الصعب أيضا تبرئتها وهي التي تدعم جبهة النصرة في سوريا، بالسلاح والمال، فالإرهاب واحد، مثلما قال أمس، زعيم حزب الله، حسن نصر الله في خطابه موجها رسالة إلى المملكة السعودية والخليج عموما، مبشرا إياهم بأن دول الخليج هي من ستدفع الثمن، وهدف داعش - يقول - هو مكة والمدينة فلا يمكن أن تكون ضد داعش وفي نفس الوقت تدعم النصرة في سوريا. على جميع الدول التي دعمت الانقلابات في الساحة العربية السنوات الأخيرة أن تحدد اليوم موقفها من هذه الآفة التي اسمها داعش، فليس هناك من هو في مأمن حتى بلدان الخليج وشعوبها. ولم يخطئ حسن نصر الله، عندما قال إن هناك تكاملا بين المشروع الإسرائيلي والتكفيري، وإلا فكيف تلقي أمس طائرات “مجهولة” في منطقة الأنبار العراقية طرودا من سلاح وطعام ولباس على مواقع لداعش، وهي ليست المرة الأولى التي تلقي طائرات مجهولة طرودا على مواقع داعش في العراق وفي سوريا، إن لم يكن من أجل هدف واضح وهو تدمير البلدان العربية. فليس غريبا أن تتأثر إسرائيل بعد تراجع جبهة النصرة على طول الحدود مع سوريا، واعترفت أن جبهة النصرة كانت تشكل حزام أمن لها. على العرب اليوم أن يحددوا خياراتهم، فإما الدفاع عن مكان لهم بين الأمم، وهذا يتطلب تحديد العدو، وما داعش إلا الجزء الطافح من الجبل الجليدي وهي فقط الذراع المسلحة للمشروع الصهيوني الغربي الذي يهدف مما يهدف إليه تدمير المشروع الإسلامي، وإن نجح سيأتي يوم ويصبح المسلمون يمارسون فيه عبادتهم سرا مثلما حدث ذلك مع اليهود في وقت مضى. ومرة أخرى المؤامرة واضحة، وتحمل التوقيع الأمريكي الصهيوني، وبتغليف إسلامي لتحييد الشارع الإسلامي باللعب على عاطفته الدينية. وحدهم الأغبياء الذين يرفضون التصديق؟!