التقى الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وزير الخارجية السوري وليد المعلم في محاولة لدفع مبادرته حول تجميد القتال في مدينة حلب، فيما عقد ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا في مدينة كيليس التركية لبحث مبادرة دي ميستورا. حلّ الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا ضيفا على دمشق، حيث التقى بالمعلم في محاولة جديدة لإقناع أطراف النزاع في سوريا، بتجميد القتال في مدينة حلب شمالي البلاد، وإدخال المساعدات للمدنيين، وجرى خلال اللقاء متابعة النقاش حول خطة التجميد، واتفاق على إرسال وفد من مكتب المبعوث الدولي في دمشق إلى مدينة حلب للاطلاع على الوضع فيها عن قرب. وتزامن رد دمشق بشأن حلب مع اجتماع الائتلاف السوري لقوى المعارضة في مدينة كيليس التركية يهدف إلى تحديد موقف الائتلاف من مبادرة دي ميستورا، وتشكيل لجنة تضم ممثلين عن كافة القوى المعارضة المختلفة تتولى متابعة تلك المبادرة. وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار صوب حلب شمالا، أحرزت القوات السورية الحكومية مدعومة من حزب الله اللبناني تقدما في الجنوب، وسيطرت على عدة قرى تقع بين ريف درعا ودمشق والقنيطرة، بعد معارك مع مقاتلي المعارضة المسلحة من بينهم جبهة النصرة، وقالت حركة حزم أن 80 شخصا من عناصرها قتلوا جراء الاشتباكات مع جبهة النصرة في ريف حلب شمالي سوريا، في حين تحدثت النصرة عن عدم وقوع أي خسائر في صفوفها، وقال مصدر عسكري في الحركة أن عشرات من جبهة النصرة قتلوا وجرحوا جراء الاشتباكات، وأشار إلى أن النصرة سيطرت على الفوج 46 ومنطقة المشتل المجاورة في ريف حلب الغربي. وفي المقابل قالت مصادر في جبهة النصرة أنه لا يوجد أي قتيل أو جريح في صفوفها، وإن عشرات قتلوا من حركة حزم، ومن جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات أوقعت قتلى في صفوف حركة حزم والنصرة، مشيرا إلى تمكن النصرة من السيطرة على عدد من مقار حركة حزم في المنطقة بينها قاعدة عسكرية، وأوضح المرصد أن الاشتباكات بين الجانبين اندلعت مساء الجمعة في محيط الفوج 46 وبلدة الأتارب وفي المشتل وريف المهندسين ومنطقة ميزناز في ريف حلب الغربي، وأشار المرصد إلى أن مقاتلي حزم اضطروا للتراجع نحو بلدة الأتارب ومعهم عدد من الآليات، غير أنهم أحرقوا أخرى خشية وقوعها في يد النصرة. وكانت الخلافات بين الطرفين اندلعت قبل نحو ثلاثة أشهر في ريف محافظة إدلب عقب حملة عسكرية شنتها جبهة النصرة ضد جبهة ثوار سوريا وحركة حزم، كما تبادل الطرفان الاتهامات بشأن خرق اتفاقية التهدئة بينهما، وفي كل الجولات السابقة للاقتتال بين النصرة وحزم تدخلت فصائل أخرى من المعارضة المسلحة لإيجاد تسويات ووقف القتال بين الطرفين، وتلقى حركة حزم إجمالا دعما بين سكان الأتارب ومحيطها، حيث أصدر وجهاء من الأتارب بيانا دعوا فيه الطرفين إلى ”عدم الاقتتال”. واعتبر البيان أن جبهة النصرة باغية في هجومها على الفوج 46 والمشتل قرب ميزناز ومزارع ريف المهندسين الثاني، وطلب من قادتها وعناصرها التوجه إلى جبهات القتال ضد النظام.