أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية تصدت لهجوم لتنظيم "الدولة الإسلامية" على مطار دير الزور العسكري. وسيجري الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا خلال الأيام المقبلة محادثات في تركيا مع قادة فصائل المعارضة المسلحة. ويأتي ذلك في سياق "إعطاء دفع" لخطته التي تقضي بوقف القتال في بعض المناطق.تمكنت القوات النظامية السورية من صد الهجوم على مطار دير الزور العسكري في شرق سوريا، بعد أن نجح تنظيم "الدولة الإسلامية" في اقتحامه والتقدم فيه، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية "تمكنت القوات النظامية والمسلحون الموالون لها من وقف الهجوم الذي قام به تنظيم "الدولة الإسلامية" على مطار دير الزور العسكري حيث تكبد خسائر فادحة، واضطر التنظيم إلى التراجع إلى حدود أسوار المطار.".وأشار المرصد إلى أن أكثر من مئة من عناصر التنظيم قتلوا منذ الأربعاء، يوم بدء الهجوم الذي تخلله فجر السبت عملية اقتحام وتقدم داخل المطار. ونقل عن مصادر طبية أن العشرات من عناصر التنظيم الجهادي قتلوا خصوصا في انفجار الألغام المزروعة في داخل المطار وفي محيطه. كما أشارت المصادر، بحسب المرصد، إلى "حالات اختناق" ناتجة على الأرجح عن استخدام النظام للغازات في القصف على مواقع التنظيم ومسلحيه.ونتيجة كثافة القصف، انسحب التنظيم من التلة المحاذية للمطار من الجهة الجنوبية الشرقية، ومن كتيبة الصواريخ الواقعة عليها. وقتل في معارك المطار أيضا 59 عنصرا من قوات النظام.ويعتبر مطار دير الزور العسكري "الشريان الغذائي الوحيد" المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية، بحسب عبد الرحمن. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في أنحاء عدة من سوريا. وهو عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة.ومنذ الصيف الماضي، يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على مجمل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط، باستثناء المطار، وحوالى نصف مدينة دير الزور. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية تقصف اليوم بكثافة قرية الجفرة المجاورة للمطار التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية".الموفد الأممي سيلتقي فصائل المعارضة المسلحة بتركيايجري موفد الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا خلال الأيام المقبلة محادثات مع قادة فصائل في المعارضة السورية المسلحة في مدينة غازي عنتاب التركية تتركز خصوص حول اقتراحه "تجميد القتال" في مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكرت المتحدثة باسمه.وقالت المتحدثة جولييت توما في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن دي ميستورا "سيتوجه قريبا جدا إلى غازي عنتاب لمناقشة خطته مع أبرز قادة الفصائل الموجودة على الأرض في حلب، من أجل إعطاء دفع لهذه الخطة".وأعلن دي ميستورا خلال زيارته دمشق في 11 تشرين الثاني/نوفمبر أن الحكومة السورية أبدت "اهتماما بناء" بخطة الأممالمتحدة. وأضاف أن السلطات السورية "تنتظر اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى والمنظمات والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من أجل ضمان إمكانية المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام".وقدم مبعوث الأممالمتحدة في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى مجلس الأمن الدولي "خطة تحرك" في شأن الوضع في سوريا، تقضي "بتجميد" القتال في بعض المناطق وبالأخص مدينة حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.وقال في حينه إنه ليست لديه خطة سلام إنما "خطة تحرك" للتخفيف من معاناة السكان بعد حوالى أربع سنوات من الحرب في سوريا قتل خلالها أكثر من مئتي ألف شخص.ومنذ بدء العمليات العسكرية في مدينة حلب في صيف 2012، تنقسم المدينة إلى شطرين: غربي واقع تحت سيطرة قوات النظام وشرقي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. ومنذ أكتوبر، تحاول قوات النظام قطع طرق الإمداد على المعارضين من جهة الشمال حيث تخوض معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب المحاذي للمدينة.ويفترض أن يزور دي ميستورا مدينة إسطنبول بعد غازي عنتاب، للقاء "مسؤولين في المعارضة"، في إطار "الشق السياسي" لمهمته. ورفضت توما تحديد أسماء القادة والشخصيات الذين سيلتقيهم المسؤول الدولي.وكان دي ميستورا التقى في باريس الأربعاء العضوين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ميشيل كيلو وبسمة قضماني.