أجرت الفصائل الليبية المتناحرة محادثات سلام، بدعم دولي، في المغرب في مسعى لإنهاء الصراع بين حكومتين متنافستين يهدد بانزلاق البلد المنتج للنفط إلى هاوية الحرب الأهلية، فيما شنت أطراف النزاع ضربات جوية ضد معاقل بعضها في ليبيا. تصاعدت الضربات الجوية المتبادلة من جانب القوات المتنافسة قبل مفاوضات الخميس، وسط شعور حكومات غربية بالقلق من أن يؤدي انتشار الفوضى إلى تعزيز موقف المتشددين الإسلاميين، الأمر الذي يشكل خطراً على أوروبا عبر البحر المتوسط، ويرى مسؤولون غربيون أن محادثات الأممالمتحدة هي الأمل الوحيد لتشكيل حكومة وحدة ووقف القتال، لكن محادثات سابقة لم تسفر عن تقدم يذكر. ومن جهته، كشف مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون للصحفيين بعد الجلسة الأولى ”يوجد شعور ما إن لم يكن تفاؤلاً فهو على الأقل شعور بأنه من الممكن إبرام اتفاق، وهذا أمر مهم للغاية لأنه في الشهور الأخيرة لم يكن هذا هو الحال”. وقال ممثلو طرابلس أن إحدى النقاط الحساسة ستتعلق بالدور الذي سيلعبه اللواء خليفة حفتر، الذي أطلق العام الماضي حملة عسكرية ضد المتشددين في بنغازي، وعينته الحكومة المعترف بها دولياً قائداً للجيش مؤخراً. وقبل قليل من بدء محادثات المغرب قالت القوات الليبية التابعة للحكومة أنها ستوقف الغارات الجوية لمدة 3 أيام، وعلى مدى 3 أيام شنت طائرات حربية من الفصيلين غارات على مطار معيتيقة وموانئ نفطية في الشرق ومطار ببلدة الزنتان الغربية، لكن دون حدوث أضرار جسيمة. وقال مصدر أمني في مطار معيتيقة أن ضربة جوية وقت الظهر أدت إلى إصابة موظف في شركة المها التي تسير رحلات جوية لحقل البوري النفطي بجروح طفيفة.