أسفر هجوم إرهابي استهدف المتحف المركزي لتونس ”باردو”، أمس، عن مقتل 19 شخص، منهم 17 سائح أجانب، حسب حصيلة نشرها، أمس، التلفزيون الرسمي التونسي. ويرى المتتبعون أن استهداف السياح في تونس سيزيد من متاعب الحكومة الجديدة، بما أن 70 بالمائة من الاقتصاد التونسي يعتمد على مداخيل السياحة. باغتت الآلة الدموية مجددا، تونس، حيث تمكنت أمس، عناصر إرهابية من السيطرة على المتحف الرئيسي بوسط العاصمة تونس، بعد تبادل لإطلاق النار مع رجال الشرطة المكلفين بحراسة مبنى البرلمان المحاذي للمتحف المركزي، في وقت كان فيه النواب يناقشون قانون الإرهاب. وأحدث هذا الهجوم الإرهابي هلعا في وسط نواب المجلس التشريعي، الأمر الذي دفع بالشرطة إلى تفريغ المجلس من النواب، ونقلهم لمكان آخر عبر الشاحنات، وبعد دخول الإرهابيين اللذين كانا يرتديان زيا عسكريا شبيها بالزي الرسمي للجيش التونسي، وتمكنهما من السيطرة على الوضع بداخل المتحف، نفذ جريمتهما بقتل 19 شخص، من بينهم 17 سائح أجانب، حسب حصيلة أوردها التلفزيون الرسمي التونسي. وحسب ما ورد في التسريبات الإعلامية التونسية فإن المجزرة حدثت بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات مكافحة الإرهاب التي حاولت تحرير الرهائن، ولم تتبن أي من التنظيمات الإرهابية الناشطة بتونس لهذا العمل الشنيع. وقد سارعت القوات الأمنية التونسية إلى تطويق المنطقة المحاذية لمتحف باردو، في انتظار التدخل، وهو ما حدث بعد ساعات عرفت احتجاز عدد من السياح الأجانب بداخل المتحف من طرف عنصرين إرهابيين تم القضاء عليهما وتحرير الرهائن وإنهاء العملية وسط تضارب بخصوص القتلى والجرحى، حيث ذكرت مصادر تونسية أن عدد القتلى ارتفع إلى 19 شخص، 17 سائح أجنبي من جنسيات إيطالية، فرنسية، إسبانية وألمانية، وتونسيين أحدهما رائد توفي في المستشفى والآخر عون أمن كان في المتحف، فيما تمت الإشارة إلى أكثر من 24 جريحا بين سياح وأمنيين، وهي المعطيات التي أكدها رئيس الحكومة الحبيب الصيد، في ندوة صحفية عقب انتهاء العملية. وفي نفس السياق، أكد الناطق الرسمي لوزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي، أن التحقيقات جارية بخصوص هذا العمل الإرهابي الذي استهدف تونس وضرب القطاع السياحي الذي يعتبر مصدر دخل أساسي للاقتصاد التونسي الذي يواجه ظروف صعبة منذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي.