أصدرت الحكومة الليبية تعليمات للجيش بتأمين المنشآت والأفراد في المناطق التي استعادتها قواته من الميليشيات في طرابلس، وذلك بينما تواصلت يوم أمس العملية العسكرية لتحرير العاصمة، فيما حذر المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون من أن الوضع العسكري والأمني في البلد الذي يهدد مسار الحوار بين فرقاء الأزمة. أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، أول أمس الجمعة، ”مباركتها” لتقدم قوات الجيش الليبي في ضواحي العاصمة طرابلس، وطالبت في بيانها الجيش باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين المنشآت والأفراد في العاصمة كما طالبت السكان بالامتثال للتعليمات التي تصدر عن الرئاسة العامة لأركان الجيش الليبي، وقالت الحكومة في بيان صدر الجمعة إن تقدم قوات الجيش يمثل انطلاقة ل”تحرير مدينة طرابلس”. وكان الجيش الليبي قد سيطر في وقت سابق على منطقتي ورشفانة والعزيزية، فيما انسحبت قوات فجر ليبيا من المنطقتين بشكل كامل وفق ما أكده مصادر عسكري، وقال القائد في الجيش الليبي في المنطقة الغربية إدريس مادي، أن ”منطقتي ورشفانة والعزيزية باتتا تحت سيطرة الجيش الليبي مع انسحاب تام لميليشيات فجر ليبيا”، وأشار مادي إلى أن تقدم الجيش الليبي كان سريعاً الجمعة، ومن دون مقاومة تذكر، وذلك بعد توقف مساء الخميس في منطقة الكسارات، ومن ثم إعادة تنظيم القوات. وأضاف أن قوات الجيش، التي بدأت عملية عسكرية الخميس في إطار ما وصفته بتحرير العاصمة طرابلس، متمركزة حالياً في منطقة الساعدية وباب العزيزية، وكانت المصادر تحدثت عن سيطرة الجيش على منطقة العزيزية، التي تبعد عنها نحو 35 كيلو متراً جنوبي العاصمة طرابلس، فيما أكدت لجنة الطوارئ بمجلس النواب الليبي أن الجيش والشرطة سيقومان بحماية أهالي طرابلس وسيؤمنان المراكز الحيوية فيها. ومن جهته، حذر المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون من أن الوضع العسكري والأمني في هذا البلد يهدد مسار الحوار بين فرقاء الأزمة، في مستهل جولة جديدة من المفاوضات بين الفرقاء الليبيين بمدينة الصخيرات المغربية، لبحث اتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية ووقف دائم لإطلاق النار، وقال ليون أنه لاحظ تحركات عسكرية على الأرض في ليبيا خلال الساعات الأخيرة، وتصريحات يمكن أن تهدد الحوار الليبي وتعرقل الوصول إلى السلام، وأضاف أن المجتمع الدولي ينتظر من القادة الليبيين أن يلتفوا حول حوارهم السياسي من أجل المصالحة الوطنية، وطالبهم بالاختيار بين السلام والحرب، كما أعرب المبعوث الأممي عن تفاؤله بإمكانية حدوث اختراق في المحادثات بين الأطراف الليبية في المفاوضات.