يرى الناخب الوطني، كريستان غوركوف، أن نتائجه مع التشكيلة الوطنية هي الفاصلة في تحديد فترة بقائه مدربا للخضر، فرغم تفضيله الاستقرار وعمله لمدة 30 سنة مدربا لنادي لوريون الفرنسي، إلا أنه يرى أن الأمور تختلف مع المنتخب، وأن النتائج وحدها من ستقرر مصيره. وتحدث غوركوف في حوار مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، نشر أمس، عن تجربته مع المنتخب الجزائري، والفروقات بين تدريب نادي والإشراف على منتخب، كما تحدث عن مستوى لاعبي الخضر، وطريقة تعامله معهم. هل تدريب منتخب وطني هو بمثابة الحلم الذي انتظرته طويلا؟ تدريب منتخب لم يمكن اعتباره حلم حد ذاته، فأنا مدرب، وأعلم أنني يمكن أن أشرف عن تدريب منتخب، كما كنت أشرف على تدريب نادي، بالوقت تمكنت من الوصول إلى تدريب منتخب، ولكن هذا لم يكن مبرمجا، وجاء بناء على خيار وثقة المسؤولين في الاتحادية الجزائرية بإمكاناتي. كنت مجرد مدرب نادي لأكثر من 30 عاما، ما الذي تغير أكثر في طريقة عملك وأنت تشرف حاليا على المنتخب الجزائري؟ اليوم، أنا أعمل أكثر على المستوى الفني وجودة الأداء، الأمور تختلف بعض الشيء عن تدريب نادي، لدي المزيد من الوقت للتحضير للتربصات. أسافر كثيرا لمتابعة اللاعبين، في النادي هناك عمل كبير على الجانب البدني، أما في المنتخب فلا يمكنك ضمان العمل البدني المطلوب بالنظر إلى ضيق الوقت وارتباط اللاعبين مع أنديتهم. لقد طبقت طريقة لعب مميزة رفقة نادي لوريان الفرنسي، تعتمد على الاستحواذ على الكرة وبناء اللعب، هل من الممكن نقل وتطبيق هذه الطريقة مع المنتخب الجزائري؟ من الصعب تحقيق ذلك مع المنتخب، وكنت على علم بذلك من تولي العارضة الفنية للخضر، بالنظر إلى أن وقت العمل مع اللاعبين في المنتخب قصير للغاية، عكس ما هو متاح لك مع النادي، والذي يمكن أن تضع له طريقة لعب معينة، وتطبق مع تعاقب المواجهات، الأمر بالنسبة لي هو نوع من أنواع التحدي، وأسعى من أجل ترك بصمتي مع المنتخب الجزائري. كيف تقيم مستوى لاعبي المنتخب الجزائري؟ في المنتخب الجزائري هناك عناصر ذات مستوى فني عالي جدا، أسماء مثل ياسين إبراهيمي وسفيان فغولي تتنفس كرة القدم وتصنع فرجة اللعب. أما على المستوى الإنساني، فقد اكتشفت مجموعة مميزة وتتمتع بحيوية كبيرة، صراحة لقد تفاجأت من الترابط القوي الموجود داخل المنتخب الجزائري والتماسك بين لاعبيه، وهو الأمر الذي لا يوجد حتى في الأندية، على الصعيد الفني لدي خيارات كثيرة في مختلف المناصب، وهناك صعوبة كبيرة لاختيار الأفضل للمنتخب، لقد واجهت بعض المشاكل مع لاعبين يرفضون الاحتياط، أو يحتجون بسبب عدم المشاركة، وهذا أمر موجود حتى في الأندية وباقي المنتخبات، لكن علينا مواجهة هاته المشاكل. ما هو الأمر الذي تطلبه كثيرا من لاعبي المنتخب الجزائري؟ بشكل عام، أنا أصر على اللعب الجماعي وضمان متعة الأداء، والتفاهم مع بعضهم البعض،أحرص دائما على ضمان عمل تكتيكي مناسب للمجموعة، والتركيز على ضمان جودة اللعب، والمستوى الفني المرجو في كل لقاء. كيف وجدت تحدي الإشراف على المنتخب الجزائر بعد كأس العالم الجزائر؟ لقد كان تحدي صعب ومغامرة قبلت بها، ليس من السهل التحول من تدريب نادي إلى تدريب منتخب، خاصة وأن منتخب شارك في نهائيات كأس العالم، وقد توليت المهمة مباشرة بعد نهاية المونديال. هل الانجاز التاريخي للجزائر بالوصول إلى ثمن نهائي المونديال، وأدائها أمام ألمانيا بطلة العالم، سهل عليك مهمتك مع الخضر فيما بعد؟ لقد توليت مسؤولية كبيرة بعد هذا النجاح. شرعت مباشرة في قيادة الجزائر في تصفيات كأس أمم افريقيا، وكان عليا الدخول فورا في صلب الموضوع، المباراتين ضد إثيوبيا ومالي كانتا في غاية الأهمية. وكانت بداية جديدة، وهو الأمر الذي ساعدني فيما بعد. أول ظهور لك في مسابقة رسمية مع الجزائر كانت مخيبة، بالخروج من كان 2014 في ربع النهائي أمام ساحل العاج، كيف تقيم هاته التجربة؟ الظروف كانت جد صعبة كما هو معروف، عامل المناخ أثر بصورة كبيرة على اللاعبين، في لقاء ربع النهائي واجهنا البطل، وارتكبنا عدة أخطاء دفاعية، وهفوات في التمرير، لذلك انهزمنا، وكانت تجربة مفيدة لنا. هل تعتقد أنك ستبقى مدربا للمنتخب الجزائري لمدة طويلة كما فعلت مع نادي لوريان؟ في المنتخب النتائج هي من تحدد بقائك أو رحيلك، عادة ما تكون فترة تدريب المنتخبات قصيرة مقارنة بمدربي الأندية، لذلك فان نتائجي مع الجزائر هي من ستحدد فترة بقائي، لأن مدرب المنتخب يقال أو يرحل بعد نهاية المنافسة التي يشارك فيها، أتمنى البقاء لفترة طويلة مع الخضر، وضمان نتائج إيجابية هناك منتخب ألمانيا الذي راهن على استقرار طاقمه الفني وجنى ثمار هذا الاستقرار.