وفي الأيام الأخيرة، أدت تصريحات البابا فرنسيس، الذي تحدث للمرة الأولى عن ”إبادة” الأرمن، والبرلمان الأوروبي الذي طلب من أنقرة الاعتراف بالإبادة، إلى إغضاب تركيا وريثة السلطنة العثمانية منذ 1923. ومن جانبه اعترف الرئيس الألماني يواكيم غاوك، خلال حفل ديني في برلين، ب”الإبادة” الأرمنية و”مسؤولية جزئية” لبلاده فيما حدث، عشية الذكرى المئوية للمجازر التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن. وبحسب بيان للبيت الأبيض صدر يوم الخميس، وصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أحداث عام 1915، ب ”الكارثة الكبرى”، متجنبا بذلك مصطلح الابادة. وقال أوباما في البيان ”هذا العام نسجل الذكرى المئوية للكارثة الكبرى، وهي أول كارثة جماعية في القرن العشرين، فمع بدء عام 1915، تم طرد وذبح وترحيل الأرمن في الإمبراطورية العثمانية سيراً على الأقدام نحو حتفهم”. وتابع أوباما: ”ثقافة الأرمن وتراثهم في وطنهم القديم قد تم محوها وسط عنف مريع جلب عليهم الشقاء من جميع الاتجاهات ومحا مليون ونصف أرمني”. واعتبر أن ”الذكرى المئوية لأحداث 1915 هي دعوة للتفكير في أهمية الذكرى التاريخية، والعمل الصعب والمطلوب لتصفية الحساب مع الماضي”. وتعهد أوباما بأنه لن يتم نسيان ”من عانوا”، مضيفا ”سنلزم أنفسنا بالتعلم من هذا الإرث المؤلم لكي لا تكرره الأجيال القادمة”. وفي المقابل تدعو تركيا مرارًا إلى تشكيل لجنة من المؤرخين الأتراك والأرمن، لتقوم بدراسة الأرشيف المتعلق بأحداث 1915، الموجود لدى تركياوأرمينيا والدول الأخرى ذات العلاقة بالأحداث، لتعرض نتائجها بشكل حيادي على الرأي العام العالمي، أو إلى أي مرجع معترف به من قبل الطرفين. إلا أن الاقتراح قوبل برفض من أرمينيا التي تعتبر ادعاءات الإبادة قضية غير قابلة للنقاش بأي شكل من الأشكال. وتقول تركيا إن ما حدث في تلك الفترة هو ”تهجير احترازي” ضمن أراضي الدولة العثمانية بسبب عمالة بعض العصابات الأرمنية للجيش الروسي.