بعث الروائي أمين الزاوي بخطاب وجهه إلى الدعاة الإسلاميين المتشددين، يحثهم على الابتعاد عن الفنون والآداب وترك الحرية للإبداع، بقوله ”أبقوا في دينكم واتركوا الأدباء في أدبهم والفنانين في فنهم”، مشيرا أن الإبداع ليس له قيود، وهو ما لم يفهمه هؤلاء الإسلاميين المتشددين. ودافع الزاوي، في حديثه الذي جاء لدى استضافته في فضاء ”الرواية في ضيافة المسرح”، على هامش المهرجان الوطني للمسرح المحترف، مرة أخرى، عن خياراته في الكتابة والموضوعات التي يتطرق إليها، مشيرا أن هذه المواضيع التي يشار إليها على شكل طابوهات، هي المواضيع التي تشكل الفارق في كيفية التطرق لها، ومبرزا أن ”أكثر المواضيع التي تشكل جدلا في أوساط القارئ العربي بشكل عام هي المرأة، الجنس، الدين والمقدس”، مضيفا أنه سبق له أن كتب فيها، معلقا أيضا ”أنها من أصعب المواضيع التي يمكن أن تكتب فيها”. وظرب الزاوي مثالا بموضوع المقدس بالقول أن ”رواية حرس النساء المكتوبة باللغة العربية استهلكت مني أكثر من عامين من البحث، القراءة والدارسة”، وهذا ما لا يعرفه القارئ، مضيفا ”صحيح أن في الكثير من الروايات والأعمال الفنية نجد الخيال، لكن أن يكون الخيال مبنيا من معرفة أكثر جمالا وصدقا”. وعن اللغة التي يكتب بها الزاوي، قال صاحب ”اليهودي الأخير في تمنطيط” ”الكتابة باللغتين حاجة ولم تكن في يوم من الأيام اختيارا، لا يمكنني اختيار الموضوع الذي أكتبه بالعربي، ولا ذلك الذي سأكتبه بالفرنسية”، لكن يجب على القارئ العام أن يلاحظ أن ”اللغة الفرنسية التي يكتب بها جيلي والجيل الجديد من الروائيين الفرنسيين لا تمت بأي صلة لتلك التي قال عنها مالك حداد أنها منفاه أو تلك الفرنسية التي كانت غنيمة حرب كاتب ياسين، فهي فرنسية مجزأرة”. واختتم الزاوي حديثه بقاعة الحاج عمر، بتقديمه دعوة وجهها لكل الفاعلين في المسرح والآداب للتقرب من بعضهم قصد الاستفادة من بعضهم البعض ومحاولة تقليص الهوة والشرخ الموجود بين منتجي الفنون في الجزائر.