وصف بعض الفاعلين في الساحة الأدبية خلال جلسة التقت فيه الرواية بالشعر بمعهد سيرفانس بالعاصمة، القارئ الجزائري بالمتفتح على كل الثقافات العالمية من خلال استيعابه لكل أنواع الفنون والألوان الأدبية الآتية من عديد البلدان في العالم وكسره ما يعرف بالطابوهات، داعين إلى ضرورة تكييف الإبداع مع الواقع لتقاطعهما في نقاط مشتركة. جمع اللقاء الذي استضافه المعهد الإسباني بالعاصمة، كلا من الروائي أمين الزاوي والشاعرين الإسبانيين أنطونيو خيميناز ميلان وبينا أنا إن خوفي، في جلسة مميزة تحاورت فيه الثقافتين الجزائرية والإسبانية على طاولة واحدة توحدت من خلالها لغتا الشعر والرواية بصوت الإبداع المشترك. افتتح الجلسة الأدبية الشاعر الإسباني أنطونيو خيميناز ميلان، حيث قرأ مقاطع من ديوانه الجديد وبعض الأشعار التي كانت فاصلة في مساره الإبداعي منها قصائد ”كلوندستان”، ”القمر” وغيرها من العناوين التي استمتع بها الحضور، من جهته، قدّم أمين الزاوي قراءات في جديده الأدبي حيث عاد إلى تمنطيط بمقتطفات من روايته الأخيرة ”آخر يهود تمنطيط”، كما دخل ”غرفة العذراء الطاهرة” وهي الرواية التي كانت حاضرة منذ أسابيع في معرض فرانفورت بألمانيا، إلى جانب مقاطع من رواية ”لها سر النحلة ” ، كما استمتع الحضور بأشعار من أحدث دواوين الشاعر بينا آنا، على غرار قصائد ”العنوان”، ”المقطوعة الحالمة”، ”نشرب الشاي” وغيرها من المواضيع التي ترتكز عليها الحياة كالصداقة، السفر، الحب وأمور كثيرة. واهتم المشاركون في الجلسة بتشريح واقع الساحة الأدبية الجزائرية في احتكاكها مع الأدب العالمي خاصة، وأن المتلقى الجزائري استطاع تجاوز مواضيع الطابو بكسره قاعدة التعاطي مع كل أنواع الإبداع، حيث اعتبر الزاوي أن دور المبدع يكمن في خلق فضاء خاص بالقارئ يسمح بربط هذا الأخير بشكل دائم مع الإبداع ويجعله شغوفا بالسفر عبر الأشعار والروايات، وقال أمين الزاوي ”الأشكالية تكمن في كيف يمكن للكاتب تقاسم ميولاته مع قارئه، وذهب الشاعر الإسباني أنطونيو إلى القول بأن الأدب يرسم له خطوطا واضحة يتقاطع فيها الخيال مع الحياة الواقعية، خاصة وأن الإبداع لا يستهدف جمهورا بعينه وباستطاعته خلق حقيقة خاصة به على حد قول الشاعر، بينا أنا إن خوفي.