نقلت صحيفة الغارديان البريطانية على موقعها الالكتروني أمس، عن تنظيمات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن تأكيدها أن الحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولاياتالمتحدة والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية على اليمن قد زاد في تفاقم الأوضاع الانسانية في البلاد والتي يعاني نحو 80 في المائة من مجموع سكانها من نقص حاد في إمدادات مياه الشرب والأدوية. أضافت الصحيفة ”أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا حاولتا إقناع المسؤولين السعوديين بتخفيف وطأة الحصار البحري وتغيير أساليبه، لكن رد فعل الرياض لم يكن في المستوى، بدليل أنه سُمح لعدد قليل من السفن المحملة بمساعدات غذائية وطبية لليمن بدخول الموانئ اليمنية. وأضافت الصحيفة أن السعودية لم تقدم شيئا من ”مبلغ 274 مليون دولار التي وعدت بتقديمها لدعم جهود الأممالمتحدة الإغاثية”، موضحة أن ”تقريراً للأمم المتحدة ينتظر أن يصدر الأسبوع المقبل ينبئ بأن 78 في المائة من سكان اليمن يحتاجون لمعونات إغاثية عاجلة وهو العدد الذي تزايد بنحو 4 ملايين خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن أعلنت مطلع جوان الحالي أن الأوضاع الإنسانية تزداد ترديا مع استمرار المعارك في البلاد وأن المدنيين يتحملون ضريبة هذا العنف. وفي شأن متصل أعلنت المملكة السعودية أمس السبت عن اعتراض صاروخ ”سكود” أطلقه الحوثيون من الأراضي اليمنية صوب مدينة ”خميس مشيط” جنوبي المملكة. وقال بيان أصدره الجيش السعودي ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن ”ميليشيات الحوثي والرئيس علي عبدالله صالح أطلقت صاروخ سكود صباح السبت باتجاه مدينة خميس مشيط وتم اعتراضه من قبل قوات الدفاع السعودية بصاروخي ”باتريوت”. وأضاف البيان أن القوات الجوية للتحالف بادرت ”في الحال” إلى ”تدمير منصة إطلاق الصواريخ التي تم تحديد موقعها جنوب محافظة صعدة” شمال غربي اليمن. ويعد هذا الهجوم أول حادث من نوعه منذ انطلاق عمليتي ”عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل” بمشاركة قوات تحالف تقودها السعودية ضد جماعة أنصار الله ”الحوثي” في اليمن، لإعادة عبد ربه منصور هادي إلى الحكم. وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد قال في وقت مبكر من يوم السبت عن تمكن القوات السعودية من صد هجوم على محاور عدة بقطاع جيزان ونجران من الجانب اليمني. وأن معركة وقعت في الساعات الأولى من صباح الجمعة واستمرت حتى الظهر، وقتل خلالها عشرات الجنود اليمنيين من قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح والميليشيات الحوثية. وقال البيان إن أربعة سعوديين قتلوا أيضا جراء الاشتباكات هم ضابط في الحرس الوطني واثنان من القوات البرية وجندي من حرس الحدود. وتتزامن هذه الأحداث مع الرحلات المكوكية التي يقوم بها مبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد منذ أسابيع بين العاصمة، التي يسيطر عليها الحوثيون، والحكومة المقيمة في الرياض وعواصم إقليمية أخرى لحشد التأييد لمحادثات السلام في جنيف. بعد أن وافق الفرقاء المتمثلين في جماعة الحوثي وعبد ربه منصور هادي على حضور حوار جنيف المزمع إقامته في ال14 من الشهر الجاري، على أمل التوصل إلى حل سياسي قريب في البلاد.