في ظل الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر، والسياسة التقشفية التي طالت جل قطاعات الدولة، وأيضا حالات التغيير التي شهدها قطاع الثقافة وقطاع الأشغال العمومية، تنقلت جريدة ”الفجر” إلى المنشأة الفنية-الثقافية الجديدة الكائنة ببلدية أولاد فايت، لمعرفة مدى تقدم الأشغال بها ونقل صورة أقرب إلى المهتمين بالثقافة الجزائرية. وبينما نحن نحاور أحد العاملين الجزائريين بالورشة، خرجت علينا مجموعة من العمال الصينيين التابعين للبعثة الصينية المكلفة بإنجاز المشروع، العاملة بشركة ”مجموعة البناء لبيجين”ا لتي تعد من أهم شركات البناء في الصين، حيث قامت بإنجاز ملعب بكين ”عش العصفور” وأيضا مبنى ”أوبرا بكين”، لنطرح عليهم سؤال إلى أين وصلت الأشغال، فكانت الإجابة تقديرية كون الأجل المحدد لتسليم المشروع انقضى، بحيث قال أن ”الصينيين مقدمون على الرتوشات الأخيرة الخاصة بداخل الأوبرا”، مضيفا أنهم ”سيتجهون خلال أربعة أشهر إلى مظهر المبنى الخارجي”، وكانت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي قد صرحت أن نسبة الأشغال بالورشة قد وصلت إلى 80 بالمائة. وحسب ما ترقبناه بالورشة، ستشهد الأشغال بعض التأخر، بحيث كانت قد صرحت وزارة الثقافة أنه سيتم تسليمها شهر جويلية الداخل، غير أن هذا ليس ممكنا، وكان الوزير الأول عبد المالك سلال تفقد مشروع الأوبرا يوم 30 أوت من السنة الفارطة، وكانت قد أعلنت وزارة الثقافة في العديد من المرات عبر بيانات صحفية أن المشروع سيتم تسليمه شهر جويلية 2015. وتمثل القاعة التي ينتظرها كل المهتمين بالفن والثقافة في الجزائر من أضخم القاعات على المستوى الإقليمي، خاصة أن الجزائر العاصمة كانت بحاجة إلى قاعة بهذا الحجم لتحتضن فيها أكبر الحفلات والعروض بالبحر الأبيض المتوسط، كما ستسمح القاعة للعاصمة باكتساب صرح ثقافي من أعلى طراز وفي قمة الجمال، ونذكر أن القاعة ستتوفر على أحسن التجهيزات من آخر طراز وستتسع ل1400 شخص، خاصة أن الجزائر تتجه في مسار بلدان الحوض المتوسطي التي تستقطب عددا كبيرا من السياح في العالم، ويتم ربط السياحة بالثقافة والعمل على إبراز الثقافة المتنوعة لبلدانها لإدخال العملة الصعبة والاتجاه في التطور إلى الأفضل دائما وخدمة المجتمع والثقافة. ويقدر هذا المشروع الذي يعد هبة من الصين للجزائر بقيمة 30 مليون يورو، ويهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والحضاري بين الجزائروالصين، وأيضا تنويع العلاقات التي تربط البلدين وتعزيزها، حيث وقعت الاتفاقية في ذلك الوقت وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي والتي نوهت بالمشروع كثيرا وشكرت الصينيين على رعايتهم لهذا المشروع، مضيفة بأن أوبرا الجزائر ستكون صرحا ثقافيا يحتضن الفعاليات الثقافية الكبرى. ونشير أن وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي أعلنت أنه يتم التحضير لإقامة حفل أوبرا تحمل عنوان ”حيزية”، وهذا احتفالا بتدشين أوبرا الجزائر الكبيرة، بمشاركة فنانين شباب جزائريين. للتذكير سبق أن أعلنت وزارة الثقافة أن المشروع سيتم تسليمه شهر جويلية 2015، ولكن سير الأشغال الحالية يؤكد استحالة اللحاق بهذا التاريخ نظرا للتأخر الكبير، ما يؤكد أن الأشغال ستسمر لستة أشهر أو أكثر.