استطاع برنامج ”جرنان الڤوسطو” من حفظ ماء وجه قناة ”كابي سي” التي لم تستطع إثبات نفسها خلال شهر رمضان، نظرا لعدم امتلاكها شبكة برامجية كبيرة مقارنة بالقنوات الجزائرية الأخيرة، خاصة الشروق والنهار، اللتين صبتا كل جهودهما لاستقطاب جمهور كبير خلال الشهر الفضيل، في حين وقفت القناة في موقف المتفرج على ما يجري من منافسة في شهر رمضان. ولكن رغم هذا يبقى برنامج ”جرنان الڤوسطو” من أحسن البرامج التي تبث في شهر رمضان ويلقى اهتماما كبيرا من طرف الجمهور الجزائري، حيث منذ أن ظهر نجوم البرنامج على قناة ”الجزائرية” تمكن في ظرف وجيز من تحقيق جماهيرية كبيرة نظرا لطابعه الهزلي والقدرات الكبيرة للممثلين الشبان ناهيك على العفوية في طرح المواضيع التي تهم المجتمع الجزائري ومعالجتها بطريقة فكاهية تمكنت من خلالها من دخول البيوت الجزائرية. يعود برنامج جرنان الڤوسطو، هذه السنة، بنفس تركيبته التي يقودها المبدع والمخرج عبد القادر جريو الذي هندس هذا النجاح، بالإضافة إلى مجموعة من الممثلين، على رأسهم نبيل عسلي ومراد صاولي ومحمد خساني وكمال عبدات وغيرهم، لكل منهم لمسته الخاصة التي تمكن بها من كسب جمهور عريض. ولعل ما ساعد كذلك في نجاح البرنامج هو جرأة الطرح وانتقاء المواضيع التي تتسم بالنقد الحاد والساخر من السياسة العامة للبلاد من خلال مواكبة الأحداث وتقليد الشخصيات السياسية ما يضفي نكهة مميزة على البرنامج. تحول البرنامج من قناة الجزائرية إلى قناة الخبر أعطى طاقم العمل هامشا أوسع من الحرية والتعبير، ما جعل البرنامج يفتح ملفات ثقيلة وبجرأة كبيرة. البساطة في كل شيء، سواء من حيث الديكور، اللغة الدراجة البسيطة بعيدا عن ” اللغة الثالثة” التي تستعل في كافة الأعمال الجزائرية الأخرى وتجعل المشاهد الجزائري يهرب منها بمجرد سماعها، إضافة إلى العفوية في الطرح عند الممثلين التي تساعدهم على إظهار قدراتهم التمثيلية، ناهيك عن مواكبة الأحداث الوطنية والإلمام بما يجري في الساحة السياسية والرياضية وكل المجالات الأخرى، تظهر ثقافة المخرج الذي يكتب السيناريو، رغم أنه يسارع الزمن كل يوم من أجل تقديم مادة حية وجيدة تدخل البيوت الجزائرية، وهو ما نجح فيه الفريق العامل في برنامج ”جرنان الڤوسطو”.