يحشر المخزن أنفه مجددا في أحداث غرداية، عبر ما يسمى فيدرالية المنظمات الأمازيغية بالمغرب، التي ادعت ”تعرض أمازيغ المزاب إلى تطهير عرقي”، في محاولة غير بريئة للنبش في تدخل أممي بدعوى ”حماية الأقليات”. ساقت المنظمات الأمازيغية المغربية، في بيان، مبررات واهية حول تعريض حياة الإباضيين إلى الخطر، مع أن الاعتداءات الأخيرة خلفت قتلى من الجانبين، كما تم توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في إيقاظ نار الفتنة من الجانبين، وحاولت المنظمات المغربية اللعب على وتر أممي وجرها إلى التدخل في المنطقة، قائلة إن منظمة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، يتحملون مسؤولية تاريخية بسكوتهم أمام الوضع، بل ووصل بها الأمر إلى ”دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للإسراع في تعيين مندوب خاص بقضية أمازيغ المزاب، وانتدابه للمنطقة للقيام بما تتطلبه الوضعية”، وفق البيان، ويبين مثل هذا الاستجداء ”يد المخزن” في الصراع الداخلي الذي نشب فجأة في غرداية بعد هدوء نسبي. ويتهم سياسيون بارونات المخدرات والتهريب بإشعال نار الفتنة في غرداية واستغلال شباب المنطقة لزعزعة استقرارها، وتحريكهم نحو الفوضى في ولاية تعتبر منطقة استراتيجية وهمزة وصل ما بين جنوب وشمال الجزائر، بالسعي إلى التشويش على جهود الدولة في حراسة الحدود، علما أن تقارير أممية سابقة أكدت أن الجزائر المتضرر الأول من تهريب القنب الهندي المغربي. وفي هذا السياق، تحدث أمس، عبد الباري عطوان، الكاتب الفلسطيني المقيم في لندن ورئيس تحرير جريدة ”راي اليوم”، أن الجزائر مستهدفة من دول عربية وأجنبية بهدف زرع الفتنة فيها من خلال أحداث غرداية لتكرار السيناريو الليبي والسوري. وأضاف عطوان أنه يملك معلومات تؤكد أن الجزائر باتت مستهدفة من قوى عالمية وعربية لتمرير مشاريع التقسيم والتفتيت التي تحاك الآن للدول العربية. وكتب عطوان أنه ”عندما نقول إن الجزائر مستهدفة، فإننا نعي ما نقول، ونملك المعلومات التي تؤكد ذلك، فالسيناريو الدموي المصحوب بالتدخلات العسكرية الخارجية، الذي رأيناه يتبلور في ليبيا، وبصورة أخرى في سورية، كان من المقرر له أن ينتقل إلى الجزائر بكل تفاصيله، ولكن فشله في سورية حتى الآن، رغم الدمار والقتل والتخريب والتمزق، هو الذي أجل وصوله إلى الجزائر”.