كشف السفير الفرنسي بالجزائر، برنارد إيميي، عن زيارة مرتقبة للوزير الأول الفرنسي للجزائر، مطلع العام المقبل، للمشاركة في أشغال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. وبالمقابل أكد أن التعاون الثنائي يسير بشكل جدي في العديد من الشركات الاقتصادية التي سيعرفها البلدين. أبرز السفير الفرنسي، في خطاب له بمقر إقامته بالعاصمة، بمناسبة العيد الوطني لبلاده، أن التعاون بين الجزائروفرنسا يسير بشكل جدي، واستدل بإنجاز مركب السيارات التابع لشركة ”رونو” بوهران، و”ألتسوم” بعنابة، فيما تخطط شركة ”بيجو” لإنجاز مشروع مصنع بالجزائر، بالإضافة إلى إحصاء 7000 شركة فرنسية مصدرة للجزائر، وحوالي 500 أخرى تشتغل في الجزائر، مع توظيف 140 ألف عامل، مبديا فخره بانتزاع بلاده صفة المورد الأول للجزائر في 2014. وأبرز الديبلوماسي الفرنسي، برنارد إيميي، أن العلاقات بين البلدين ”فريدة من نوعها ولا مثيل لها بحكم كثافتها، والتاريخ والجغرافيا والروابط البشرية والمبادلات الاقتصادية واللغة التي نشترك فيها”، مشيرا إلى أن الاجتماع الثالث للجنة الحكومية سيلتئم في مطلع 2016، وسيكون حسبه مناسبة لزيارة جديدة للوزير الأول الفرنسي للجزائر، وتسبق هذا الاجتماع سلسة اتصالات بداية من الخريف المقبل. وذكّر السفير بتصريحات الرئيس فرانسوا هولاند، الذي قال ”قررنا معا بناء مستقبل مشترك مختلف تماما عن الماضي، وفي الوقت نفسه، دون نسيان شيء من الماضي”، وأضاف أنه بناء على طلب من الرئيس الفرنسي تنقل كاتب الدولة لقدماء المحاربين والذاكرة إلى سطيف، حيث انحنى أمام نصب سعال بوزيد، أول ضحية جزائري لمظاهرات الثامن ماي 1945. وواصل المصدر بأنه ”مكنت الثقة القائمة بين بلدينا على المستوى السياسي لعمل دبلوماسي متميز، حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام في مالي، توج وساطة جزائرية لامعة ساندتها فرنسا بالكامل”. وأردف بأن ”هذه الثقة مكنت البلدين من جمع المساعي لأجل التوصل لاتفاق في ليبيا بالتعاون مع المجموعة الدولية، كما مكنت من توحيد جهود البلدين لأجل مكافحة الإرهاب الذي ضرب الجزائر خلال العشرية السوداء، ومؤخرا من خلال الاغتيال الجبان للرعية الفرنسي هيرفي غوردال”، مشددا على أنه ”بالعمل معا وجنبا إلى جنب، كتفا إلى كتف، سنلاحق الجناة وسيتم القضاء على هذه الظاهرة التي لا تطاق”. وتضمن خطاب السفير الفرنسي بالجزائر حصيلة في مجالات التعاون الأخرى، فبلاده تستقبل حاليا 23 ألف طالب جزائري، إلى جانب وجود 800 اتفاق بين جامعات البلدين، كما يستفيد مئات الجزائريين من منح في فرنسا.