تعرف ظاهرة الانتحار شنقا انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للانتباه، راح ضحيتها أشخاص من مختلف الأعمار، حيث كشفت العديد من الدراسات أن الضغوطات الاجتماعية والخلافات العائلية لها دور في تفاقمها، خاصة أنها في تزايد مستمر يوما بعد يوم، الأمر الذي دفع الأخصائيين إلى دق ناقوس الخطر للحد من تنامي هذه الظاهرة. كثر الحديث مؤخرا عن حالات الانتحار شنقا في وسط المجتمع، حيث تسجل يوميا حالات انتحار يروح ضحيتها أشخاص تحت تأثير ضغوط اجتماعية وخلافات عائلية، أين وجدوا في هذا الفعل الشنيع هروبا من حياة الجحيم التي كانوا يعيشونها، الأمر الذي يدعو إلى دق ناقوس الخطر ووضع حد له. في هذا الإطار، تسجل مصالح الحماية المدنية في بياناتها عدة حالات وفيات وفي مقدمتها كهول تخطوا سن الستين، وجدوا موتى في منازلهم مع جهل دوافع فعلتهم، أين اغتنموا فرصة غياب أهلهم عن البيت، مستخدمين وسائل بسيطة لوضع حد لأرواحهم. وفي هذا الشأن كان لنا حديث مع بعض أهل الضحايا الذين أعربوا عن حزنهم واستيائهم من هذه الظاهرة التي أصبحت وسيلة للتخلص من الهموم والمشاكل وبطريقة سريعة، قائلين أن ”الانتحار شنقا يعرف منحى خطير ولابد من أخذ الاجراءات اللازمة وتفعيل دور الأئمة والأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين لتوعية وتحسيس الناس من مخاطر هذا الفعل”. نفس الرأي لمسناه عند خلود التي فقدت والدها بعدما قام بشنق نفسه، والتي قالت أنها لم تكن متوقعة أن يقوم والدها بهذا الفعل: ”كان أبي يعاني من ضغوطات نفسية وخلافات عائلية بسبب الميراث، وبعدما فقد الأمل نهائيا في الحصول على مبتغاه لجأ إلى شنق نفسه للتخلص من مشكلته”. من جهتها، كشفت الأخصائية الاجتماعية تيجاني، أن ظاهرة الانتحار من أبرز وأخطر الظواهر التي استفحلت في مجتمعنا نتيجة مكبوتات وضغوطات وجد فيها المنتحر حلا لمشاكله بعدما عجز عن التأقلم معها، مشيرة إلى أن غياب الوازع الديني وضعف الشخصية ساهما في دعمها، أين أصبحت هاجسا يهدد أبناءنا، ناهيك عن نقص الرقابة. وأشارت ذات المختصة إلى ضرورة تضافر الجهود لغرس مبادئ الشريعة الإسلامية من خلال تنظيم ملتقيات وندوات للتحسيس، مع تفعيل دور الأئمة في عملية الإرشاد.