مازالت غابة بوشاوي محافظة على الصدارة في قائمة المساحات الخضراء بالعاصمة، كونها تتربع على مساحة شاسعة، وتزخر بثروة غابية محمية، تقصدها العائلات العاصمية للتنزه، والتمتع بمناظرها الخلابة، بالتجوال في أرجائها أو الجلوس على كراسي حول موائد هي عبارة عن مقاطع أشجار في ديكور غابي محض. تنبعث روائح أشجار الصنوبر العذبة التي تنعش الجو، لتحافظ على لطافته وتحمي من أشعة الشمس اللافحة، وهو الأمر الذي جاء من أجله زوارها للترويح عن النفس بعد ضيق مشاغل الحياة، طلبا للراحة واستنشاق هواء نقي افتقدوه في أحيائهم ومنازلهم، لاسيما مع بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية، كما تعتبر فضاء لممارسة الرياضة ومختلف الهوايات، واللعب والتسلية بالنسبة للأطفال. ومن السمات البارزة في غابة بوشاوي، تواجد الخيول التي أعطت وجها آخر لها، حيث تجذب الجميع هناك بألوانها البيضاء والحمراء والبنية، وبأحجام وأشكال مختلفة وأسماء متعددة، تجعل كافة الزوار يداعبونها أو يأخذون صورا معها أو يركوبها، لاسيما الأطفال الذين تغمرهم السعادة عند رؤيتها وامتطائها، وتكلفة جولة على ظهر حصان في الغابة لمدة نصف ساعة يحددها أصحاب الأحصنة، ولفت انتباهنا حضور الكثير من المغتربين المقيمين في بلدان أوروبية وأمريكية مثل السيّدة ''مليكة'' المهاجرة المقيمة بولاية دالاس الأمريكية التي التقتها ''الفجر'' هناك رفقة أولادها وقريبتها، والتي أبدت إعجابها بالمكان والهدوء الذي يميزه، لكنها عبرت عن استيائها من سلوكات بعض المواطنين برمي النفايات على الأرض. نفس الانطباع لمسناه عند السيّدة ''ليليا'' التي جاءت من العاصمة، ''اعتدنا الحضور إلى المكان خاصة يوم الجمعة، لما توفره الغابة من جو لطيف بعيدا عن الحرّ في المنزل كل الظروف ملائمة، الأمن واحترام العائلات عدا انعدام سلات لرمي النفايات''، وطالب نور الدين (18 سنة) مالك فرس المسمى ''سارة'' من الجهات الوصية تخصيص عمال للنظافة للحفاظ على نظارة الغابة، كما التقينا هناك أولاد مخيم، عميروش آيت حمودة، الذين أتوا من ولايات بسكرة والأغواط والعاصمة كانوا في قيلولة هناك مستغلين هدوء وسكينة المكان. ويحتوي المكان على مطعم على الهواء الطلق ومحل لبيع مختلف الحاجيات من ألعاب وغيرها، وموقف لركن السيارات مجاني إضافة إلى تواجد دوريات الدرك الوطني وحراس الغابات ما جعل عدد الزوار كثيفا خاصة بثلاث ساعات أو ساعتين قبل غروب الشمس وأكثر كثافة يوم الجمعة.