اغتنمت العديد من الأسر الجزائرية أيام العطلة الشتوية التي تميزت بصفاء الأجواء للتوجه الى المنتزهات والمرافق العمومية، للبحث عن المتعة والراحة النفسية بعد أيام طويلة من العمل والجد الدراسي، حيث جعلت من الطبيعة والمساحات الخضراء خير وجهة لها رفقة أطفالهم، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها. بوشاوي.. قبلة العائلات في العطلة على غرار حديقة الحامة والشريعة، تعرف غابة بوشاوي بالعاصمة إقبالا كبيرا للعائلات يوميا ومن مختلف المناطق وما شجع على ذلك استقرار الجو بعد أسبوع ماطر وبارد جدا وقد نظمت عدة نشاطات ترفيهية وتثقيفية كما توفر فضاءات ألعاب للأطفال وهو الامر الذي استحسنته الكثير من العائلات التي تبحث عن الراحة والمتعة في جو الغابة، ناهيك عن متعة ركوب الخيل التي تستقطب الكثير من الشباب والأطفال. وتستقطب الغابة زوارا من مناطق مختلفة من كل ربوع الوطن خاصة المناطق الوسطى، فهناك من العائلات من تقوم بإحضار القهوة والشاي وحتى الفطور والتمتع بجو الغابة النقي. مواطنون متخوفون من أخطار الخيول ورغم هذه الأجواء المشمسة والممتعة، اشتكى العديد من زوار غابة بوشاوي من لعب الخيول أمام طاولات العائلات الأمر الذي شهد حدوث عدة حوادث، وهو الأمر الذي استاءت له العديد من العائلات مما دفع بالكثير من الزوار لأن يطالبون بتخصيص أماكن خاصة للعب مع الخيول وهو ما أعرب عنه جمال الذي قال: الزائر للغابة يلاحظ التواجد الكبير للخيول حيث تجذب الجميع هناك بألوانها المتعدّدة وبأحجام وأشكال مختلفة تجعل كافة الزوار يداعبونها أو يأخذون صورا معها لاسيما الأطفال الذين تغمرهم السعادة عند رؤيتها وامتطائها. وتكلف جولة على ظهر حصان في الغابة ما قيمته 100 دج لمدة 5 إلى 10 دقائق و400 دج لمدة نصف ساعة، حسب أصحاب الأحصنة وما أصبح يميز هذا الامر ان أصحاب الأحصنة يتركون أحصنتهم بشكل عشوائي غير ملتزمين بأماكن محدّدة، ما جعل الكثير من زائري الحديقة مستاؤون من هذا الامر، حيث أنها تقترب من الطاولات الخاصة بهم دون ان يقوم أصحابها بإيقافها ، ويتخوف الكثير من المواطنين ان يصيب أبناؤهم بخطر جراء عدم التحكم فيها خاصة وان غابة بوشاوي شهدت من قبل عدة حوادث تسبّبت فيها الخيل حيث تقول أمينة، وهي تقصد الحديقة هي وزوجها وبناتها، أنها تعودت على زيارة الغابة خلال العطل الأسبوعية والموسمية حيث يقومون بأخذ غذائهم ويفترشون الأرض ويقضون جل اليوم، لتضيف محدثتنا: في مرة من المرات وبينما كانت تلعب مع ابنتها الكبرى تاركة ابنتها الرضيعة نائمة باغتهم احد الأحصنة وتوجه باتجاه الرضيعة ولولا انتباه زوجها لذلك لأصيبت بمكروه ، ويقول زوجها محمد ان أصحاب الأحصنة يهتمون بالربح السريع فقط ولا يحترمون في ذلك الغير فأينما وجدوا تجمعا للناس توجهوا إليهم ومع تدافع الأطفال خاصة لشراء التذكرة يترك الرجل خيله لوحده مما قد يتسبّب في عدة أخطار، وفي ذات الصدد، قال منير، الذي يقصد هو ورفقاه الغابة أحيانا للتنزه والتمتع بجوها ونسيمها العليل، ان احد الخيول تركه صاحبه غير مربوط ودخل الى احد المطاعم من اجل شراء الماء وبينما هو داخل المطعم إذ بالخيل يفر هاربا بسرعة مما شكّل حالة ذعر لدى الكثير من العائلات خاصة الأطفال الذين بدأوا في الصراخ والجري حتى تمكّن احد المواطنين من الإمساك به ورغم انه لم يتسبّب في إصابة اي احد، إلا ان الخوف الذي تركه في نفوس الأطفال الصغار قد يؤثر عليهم. ..وعائلات تطالب بتخصيص مساحات خاصة بها وفي خضم هذا الواقع الذي تشهده غابة بوشاوي، يطالب العديد من الزوار بتدخل المسؤولين بالغابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة و تخصيص مساحة خاصة بالخيول، وهو ما أعرب عنه كمال الذي كان رفقة عائلته بالغابة حيث قال: إن الأخطار الناجمة عن الحوادث التي تتسبّب فيها الخيول يلزم المعنيين للتحرك وتخصيص لهم مساحات محدّدة كي لا تتسبّب في حوادث، خاصة ان الكثير من زوار الغابة، خاصة الشباب، يستهويهم ركوب الخيل والتجول بها في الطبيعة.