تتواصل الطبعة السابعة من المهرجان الدولي للمسرح ببجاية، حيث شهد اليوم الثالث من المهرجان عرض العديد من الأعمال المسرحية منها ”كلون ماكباث” من إيطاليا والتي أمتعت الجمهور، من خلال جرأة طرحها رغم غياب الترجمة، حيث كان التعبير الجسدي كفيلا بنقل العديد من الرسائل إلى الجمهور البجاوي. العرض الذي قدمته الفرقة الإيطالية بالقاعة الكبرى لمسرح عبد المالك بوڤرموح سافر بالجمهور إلى القرن السابع عشر، إلى عصر الكاتب العالمي وليام شكسبير صاحب النصوص الخالدة في المسرح العالمي، المسرحية تحكي قصة حب قوية بين شاب يدعى ”ماكباث” وامرأة تدعى ”لادي ماكباث”، ميزتها الأوضاع المتذبذبة من حين لآخر بسبب وجود طرف آخر يحاول الإيقاع بينهم. البعد التقني للعرض يتمثل في سينوغرافيا بسيطة لكنها معبرة، من خلال الاعتماد على مطارية وسط ظلام ونور يوحي بعمق الصراع الموجود بين أطراف المسرحية، هذا الصراع المبني على الحب والدم، المسرحية قام بتأدية أدوارها كل من الممثل ”دانيال سكاتينا” والممثلة ”مارزيا تيديشي”، إضافة إلى الممثلة ”شيارة نيكولانتي” التي أدت دور الشريرة. وفي النقاش الذي تلا العرض، صرح المخرج والممثل ”دانيال سكاتينا” أن العمل على نصوص ويليام شيكسبير صعبة تتطلب الكثير من الإمكانيات التي يظهرها الممثل وهو على الخشبة، وعما إذا تم التغيير في النص حتى تتماشى والجمهور والثقافة الجزائرية، قال المخرج أنه لم يفكر في هذا الأمر لأن المهرجان هو تبادل الأفكار والثقافات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المسرحية سبق أن عرضت في المسرح الوطني محي الدين باشطارزي، بالإضافة إلى العديد من البلدان الأخرى. وقبل مسرحية ”كلون ماكبث”، شهدت القاعة الصغرى للمسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح عرضا مسرحيا قادما من صربيا، حيث تمكنت ممثلتا العرض من خلال اعتمادهما على حركة الجسد من إقناع الجمهور الذي اكتظت به القاعة. تناولت مسرحية ”ملهى ضد الحروب” من دولة صيربيا اشكالية الحروب الحاصلة في العالم وخلفياتها السلبية على الشعب الذي يتذوق من مرارة الموت، في حين تنشغل أطراف خفية أخرى بجمع المال والثورة.تمثل المسرحية جزءا من تاريخ العالم والحروب التي مست العديد من الدول، انطلاقها من الأوضاع الدموية التي شهدتها صربيا مرورا بما حدث في بعض الدول. المسرحية جاءت من تمثيل شخصيتين نسويتين باللباس الأحمر الفاقع الذي يرمز للدم، إضافة إلى اللون الأسود الطاغي على الخشبة دليل الدمار والظلم، هذا كما اعتمد المخرج في هذه المسرحية على سينوغرافية متميزة تنوعت بين الإضاءة الجيدة والتي تتماشى مع كلمات النص وتعطي دلالات قوية لمختلف الوقائع، مثلا استعمال الأضواء ذات البعد الثلاثي، في حين كان الديكور متنوعا أيضا حسب الأحداث، أما الموسيقى فكانت كلاسيكية عصرية والتي كانت أغلبية متبوعة بالنص القوي، في حين كانت الموسيقى القبائلية حاضرة في مسرحية ”ملهى ضد الحروب” وذلك من خلال مقطع ”أفافا ينوفا” للفنان إيدير والتي مثلت بعض المشاهد الحزينة في المسرحية.