* ”مرزاق علواش مخرج جزائري ويحق له التواجد في المهرجانات الجزائرية” * ”هناك مشكل قاعات في عنابة ولكن سنتعامل مع الموقف” اعتبر محافظ مهرجان عنابة للسينما المتوسطية، سعيد ولد خليفة، أن الارتجال بأموال الدولة غير مسموح به أخلاقيا، مضيفا بأن التحضيرات للمهرجان جارية على قدم وساق ولم يتبق إلا بعض التفاصيل الصغيرة، منها تهيئة القاعات، خصوصا السينماتيك التي تشهد تأخرا في ترميمها بسبب بقاء معدات الترميم في ميناء الجزائر ولم يتم نقلها لحد الساعة إلى مدينة عنابة. إلى أين وصلت تحضيرات مهرجان عنابة للسينما المتوسطية ؟ التحضيرات شارفت على النهاية، وهناك برنامج ثري تتخلله ورشات مع صندوق دعم وترقية الفنون، وسينشطها الطاهر بوكلة وبخالفة أمازيط، ناهيك عن مائدة مستديرة حول الهجرة الشرعية والسرية وعلاقتها بالسينما، حيث سيتم تسليط على السينما والسوسيولوجيا، بحضور جمعيات محلية متكفلة بأهالي الحراڤة الذين فقدوا في البحر، وفيما يخص البلدان المشاركة فهناك حوالي 15 دولة ستكون متواجدة في المهرجان. هل هناك أفلام جديدة تعرض لأول مرة في المهرجان؟ نعم، لدينا أفلام تعرض لأول مرة في المهرجان، وأتحفظ على ذكر أسمائهم لأنهم بصدد مفاوضات أخرى مع مهرجانات سينمائية. حسبما ورد من معلومات فإن ”مدام كوراج” سيكون متواجدا بالمهرجان أليس كذلك؟ نعم الفيلم الجزائري ”مدام كوراج” سيعرض لأول مرة بالجزائر في مهرجان السينما المتوسطية بعنابة، لن نقصي أي فيلم، عندنا مبادئ ككل المهرجانات العالمية، فمرزاق علواش مخرج جزائري والفيلم من إنتاج جزائري، لكون وزارة الثقافة ساهمت في نسبة من إنتاجه، وعرض الفيلم في القاهرة وسيعرض في مهرجان قرطاج والجمهور الجزائري من حقه أن يشاهد الفيلم والحكم عليه. ألم تتخوف من الضجة الإعلامية التي رافقت عرض الفيلم في مهرجان ”حيفا” السينمائي بإسرائيل؟ الضجة أثيرت حول المخرج وليس على الفيلم، فنحن كسينمائيين وجمهور يحب السينما يرغب في مشاهدة الفيلم، لا يمكن أن نقصي الفيلم بسبب موقف المخرج، فهذا بعيد عن الجانب الفني، فالمخرج سيكون حاضرا في المهرجان وسيجيب عن كل الأسئلة، وبخصوص الفيلم فهو فيلم جزائري فبأي منطق نمنعه من المشاركة؟ الفيلم يستحق التواجد في المهرجان، فلماذا نثير الضجة قبل مشاهدة الفيلم؟ لكن ماذا عن موقف الوزارة التي طالبت المخرج بتوضيحات حول مشاركته في مهرجان ”حيفا”؟ الوزارة من حقها طلب توضيح لأنها طرف في إنتاج الفيلم، ولكن نحن من حقنا مشاهدة الفيلم والحكم عليه، لقد أصبحنا نقيم رقابة على الإبداع حتى الدولة لا تقوم بها، فلو عدنا إلى السبعينات سوف نعرف الرقابة الحقيقية، الآن الأفلام تعرض بكل حرية وتخوض في كل المواضيع، رغم ذلك لم تمارس الدولة الرقابة عليها. حتى الصحافة المصرية والتونسية تحدثت عن الفيلم ووضعت لجان التنظيم في حرج أمام الرأي العام؟ الكل يرى الأشياء من وجهة نظره الشخصية، وفي نظري الفيلم جزائري، فكيف يعرض في مهرجان قرطاج ومهرجان القاهرة السينمائي، ويمنع من المهرجانات الجزائرية، هذا لا يعقل، لماذا النقاد المصريون لا ينتقدون افلامهم؟ لأنهم يعملون الفرق بين المادة والمخرج، علينا الحكم على الفيلم وليس على المخرج، بعد مشاهدة الفيلم يمكننا الحديث حينها. ما أسماء اللجنة التي قامت باختيار الأفلام المشاركة؟ هناك لجنة عملت انتقاء الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، والتي بدأت عملها منذ شهر جويلية الفارط، وعندي ثقة كاملة في هذه اللجنة وأتحمل مسؤولية كلامي، وبشأن ذكر الأسماء فأتحفظ على هذا الأمر لأنه شأن داخلي، وأريد أن أضيف شيئا وهو أن هذه اللجنة هي التي تختار الضيوف كذلك. هل يمكن أن تعيطنا بعض الأسماء والأفلام التي ستكون حاضرة ؟ ستكون سلاف فواخرجي موجودة في مهرجان السينما المتوسطية بفيلم جديد ولأول مرة كمخرجة، وهناك كذلك الفيلم المغربي ”خنيفسة الرماد” للمخرجة سناء عكرود، بالإضافة إلى فيلمين ناجحين من قبرص وإيطاليا. الكثير من المهرجانات العالمية تقوم بعرض الفيلم الواحد أكثر من مرة، حتى تعطي الجمهور فرصة لمتابعته، فهل ستعتمدون على هذه الخاصية؟ هي خاصية جديدة وسنعمل بها في هذا المهرجان، حيث سنحرص على تقديم الفيلم لأكثر من مرة من خلال إعادة عرضه مرة ثانية ولم لا ثالثة حتى نمنح الفرصة لأكبر عدد من الشاهدين لمتابعة الفيلم، فمثلا إذا عرض فيلم المخرج المصري داوود عبد السيد بقصر الثقافة سنعيد عرضه يوما أو يومين من بعد مع تغيير توقيت العرض، سبق لنا العمل بهذه الخاصية في مهرجان بانوراما الفيلم بقسنطينة والذي كان من أعظم المهرجانات السينمائية في الجزائر، حيث كانت تعرض الأفلام مرتين وذلك وفق اتفاق مع المخرج ومنتج الفيلم، وهو ما سيحصل في مهرجان عنابة، ولكن ليس مع كل الأفلام بسبب بعض المنتجين الذين يطالبون بالحقوق المالية مع زيادة عدد العروض. الكل يعرف بأن هناك مشكل قاعات في عنابة فكيف ستتعاملون مع هذا المشكل؟ نعم هناك ثلاث قاعات فقط في عنابة، ولولا وجود المهرجان لبقيت هذه الفضاءات مغلقة، وبفضل المهرجان السينماتيك تشهد المراحل الأخيرة من الترميم والمسرح تمت إعادة تهيئته، وقصر الثقافة كذلك، وأريد توضيح شيء وهو أن السينماتيك غير جاهزة بعد، وهذا مشكل بسبب بقاء المعدات الخاصة بالترميم لحد الساعة في ميناء الجزائر، ولهذا عملنا برمجة بالسينماتيك وبرمجة بدونها حتى لا نبقى حتى الدقيقة الأخيرة ونقع في الارتجال والحرج، فالارتجال بأموال الدولة غير مسموح أخلاقيا. رزنامة شهري نوفمبر وديسمبر كثيفة من حيث المهرجانات السينمائية، ألا يؤثر هذا في نظرك على السير الحسن لمهرجان عنابة؟ المشكل هو مهرجان دبي، فعندهم ”صندوق إنجاز” حيث يدعمون مجموعة من المخرجين ماليا لإنتاج أفلامهم ويشترطون أن يكون العرض الأول في العالم العربي بمهرجان دبي، فمثلا ليلى بوزيد قبلت عرض فيلمها في عنابة، ولكن تراجعت بعدها لأنها ملتزمة بعقد مع ”إنجاز” في وقت عرض الفيلم في مدينة فرنسية صغيرة بضواحي باريس، وهذا هو المشكل مع أصدقائنا في دبي، وهناك شيء إضافي وهو أن كل المهرجانات تريد أن تكون بعد مهرجان ”كان” و”البندقية”، لهذا يحدث التراكم بعد شهر أوت وهذا يؤثر سلبا، وممكن أن نغير تاريخ المهرجان ولكن سننتظر حتى نرى النتيجة في هذه الطبعة. العديد من المهرجانات الجزائرية مستها الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر، ماذا بخصوص مهرجان السينما المتوسطية ألم تجد مشكلا مع تخفيض الميزانية؟ الميزانية التي تمنح لي أعمل بها مهرجانا محترما، صحيح يجب توفر الدعم المالي ولكن ليس وحده كفيلا بتنظيم مهرجان بالمقاييس العالمية، ففي نظري قيمة الأفلام هي المعيار الحقيقي لقياس المهرجان، فالمتفرج يأتي ليشاهد الفيلم ولا تهمه الميزانية، وأنا كمتفرج أراهن على قوة الأفلام التي ستعرض في عنابة.