تراهن الحكومة على قمة مصدري الغاز التي تعقد اليوم بالعاصمة الإيرانية طهران لإيجاد حل لرفع أسعار البترول التي انخفضت إلى 39 دولارا للبرميل لأول مرة منذ 2009. أكد وزير الطاقة الجزائري صالح خبري، أول أمس، أن الاجتماع الوزاري لمنتدى الدول المُصدرة للغاز الذي عقد بطهران كان فرصة لمواصلة المشاورات بين الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط بخصوص الوضع الحالي للسوق. وأوضح خبري، في تصريح على هامش هذا الاجتماع الاستثنائي الذي عقد تحضيرا لقمة مصدري الغاز اليوم، أنّه التقى بهذه المناسبة مع وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنة، لبحث تطورات سوق النفط العالمية. وقال خبري، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، إنّ المشاورات ستتواصل من أجل العمل على إيجاد حلول للوضع الحالي الذي تعيشه سوق النفط قبيل انعقاد الاجتماع الوزاري للمنظمة يوم 4 ديسمبر المقبل بالعاصمة النمساوية فيينا، مؤكدًا أنّه يجب إيجاد سبل لإعادة التوازن إلى السوق في أسرع وقت. وأضاف الوزير أنّ هناك قناعة لدى الجميع أن هذه الحالة ليست في صالح أي بلد مهما كان حجم إنتاجه، فحتى كبريات الشركات العالمية تواجه مشاكل في تمويل استثماراتها، وهذا النقص سيؤدي حتما على المديين المتوسط والطويل إلى نقص العرض مقابل تزايد الطلب، موضحًا أن هناك إرادة من كافة الأطراف لإيجاد حل حقيقي للوضع. شدد خبري على أن منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” لا تملك وحدها الحل لإعادة الاستقرار للسوق، مضيفا ”أن هناك دولا منتجة كبيرة من خارج المنظمة ونحن نعمل على إشراكها في هذه المشاورات من أجل الخروج بقرار مشترك يعيد التوازن إلى السوق النفطية”. يذكر أن أسعار النفط الخام استقرت عند مستوى 44 دولارا في لندن و40 دولارا في نيويورك بعد أن فقدت أكثر من 60٪ من قيمتها منذ بداية عام 2014، في ظل ارتفاع العرض العالمي من الذهب الأسود مقابل عجز كبار المستهلكين عن استيعاب هذا الفائض، وذلك في الوقت الذي ينتظر أن يسجل النفط الإيراني عودته إلى السوق بعد رفع العقوبات المفروضة على طهران. وينتظر أن يصادق هذا الاجتماع على جدول اعمال القمة الثالثة للمنتدى المزمع انعقادها اليوم بالعاصمة الإيرانية، حسبما أشار إليه وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنة خلال افتتاح أشغال الاجتماع الوزاري. ومن بين أهم النقاط التي يتضمنها مشروع جدول أعمال قمة مصدري الغاز، أشار الوزير الإيراني إلى التشديد على ‘'سيادة الدول الأعضاء في المنتدى على جميع مواردها الغازية مع التأكيد على مواصلة التعاون والتشاور بين هذه الدول''. من جهة أخرى لفت زنغنة إلى دور الغاز الطبيعي كمورد طاقوي نظيف في تخفيض الانبعاثات الكربونية، حيث يقترح الاجتماع الوزاري للمنتدى إيصال رسالة إلى المشاركين في قمة الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية التي ينتظر انعقادها نهاية الشهر الجاري بباريس. للإشارة، تتواصل أشغال الاجتماع الوزاري الاستثنائي للمنتدى في جلسة مغلقة، حيث ينتظر أن يعتمد المشاركون جدول اأمال القمة وبيانها الختامي. للتذكير، ستعقد القمة الثالثة لمنتدى الدول المصدرة للغاز بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال.