عيّن وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، الموسيقي والباحث نورالدين سعودي على رأس أوبيرا الجزائر التي أشرفت الأشغال بها على الانتهاء. وهو المشروع الذي تم إنجازه من طرف الصينيين في منطقة اولاد فايت. ويعد نورالدين سعودي من بين الباحثين الموسيقيين الكبار في الجزائر، خاصة في مجال الموسيقى الاندلسية. تقلد الباحث نور الدين سعودي منصب مدير المركز الوطني في البحوث الأنتروبولوجية والتاريخية وما قبل التاريخ سنة 1994 إلى غاية 2001، ليتفرغ بعدها لكلية للبحوث كباحث في نفس المجال إلى غاية اليوم. وإلى جانب المسار العلمي، فقد اهتم الباحث بالموسيقى، حيث درس من 1978 إلى 1992 الموسيقى الأندلسية بمعهد الموسيقى بالجزائر العاصمة، كما كان من بين الأعضاء المؤسسين لجمعيات موسيقية تعنى بالموسيقى الأندلسية، مثل الجمعية الموسيقية الفخارجية (1981) وجمعية السندسية (1986). وأشاد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي بمناسبة إشرافه على مراسم التنصيب، بتجربة رئيس المشروع وبمساره العلمي، حيث قال إن ”خبرته في الميدان سيكون لها الأثر الإيجابي على النشاطات المستقبلية لمؤسسة أوبرا الجزائر”. ووصل مشروع إنجاز أول قاعة للأوبرا بالجزائر إلى أيامه الأخيرة، حيث من المنتظر استلامه في غضون أيام قريبة، مثلما أكده أحد المسؤولين المكلفين بمراقبة أشغال التهيئة بالوكالة الوطنية لتسيير وإنجاز المشاريع الثقافية الكبرى التابع للوزارة. ووصلت نسبة الأشغال إلى الانتهاء، خاصة أن أشغال القاعة انتهت، بما فيها التهيئة الخارجية والتهيئة الداخلية واللمسات الجمالية للقاعة وأيضا التهيئة التقنية، على غرار الأضواء والصوت والخشبة، ولم يبق إلا ربط الصرح الثقافي بطريق فرعي مع الطريق المزدوجة ”الشراڤة - الدويرة”، وكذا الانتهاء من تهيئة موقف السيارات، والذي كانت الأشغال به قد توقفت لمدة 4 أشهر. ويأتي مشروع إنجاز هذا الصرح الثقافي الجد هام في المسار الثقافي لجزائر الاستقلال، في إطار اتفاق الشراكة الاقتصادية والتقنية بين الجزائروالصين، الذي تم توقيعه يوم الثالث فيفري 2004، بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية كانت قد قدمت الصين هدية، تمثلت في دراسة وإنجاز قاعة أوبرا، ووضع حجر أساس تشييد هذا المعلم الثقافي الجديد سنة 2012، ببلدية أولاد فايت، حيث تم إنجاز هذا الصرح الثقافي الهام على أرضية تقدر مساحتها ب 18 ألف متر مربع، وبقيمة مالية كلّفت حوالي 30 مليون أورو. وتتسع الأوبرا الضخمة إلى 1400 مقعد، شيدت بمعايير مطابقة للمواصفات العالمية وبلمسة هندسية مغاربية. وتنتظر العاصمة الجزائر منذ مدة طويلة صرح ثقافي كبير بقدر حجم ولاية الجزائر، خاصة أن الجزائر، وبالعودة إلى سياسة وزارة الثقافة التي جاءت عبر الوزير الذي أكد في عديد الخرجات على وجوب التوجه إلى الاستثمار الثقافي إذا أردنا التكلم عن تطور المجال الثقافي من حيث عدد النشاطات الثقافية ونوعيتها. وكان قد أعلن عزالدين ميهوبي وزير الثقافة، أن أوبرا الجزائر سيكون لها شأن كبير في المشهد الثقافي والفني الجزائري ككل. كما ستكون بمثابة فضاء كبير لتقديم مختلف العروض الثقافية والفنية الكبيرة بالعاصمة. وأكد الوزير أيضا أنه من المنتظر أن تشهد القاعة عروض بداية السنة المقبلة، مذكّرا أنّ ولاية الجزائر كانت بحاجة إلى مثل هكذا معلم، نظرا للنقص التي تعانيه في مجال توفير قاعات العروض الكبرى. للعلم، تضم أوبرا الجزائر قاعة عروض بسعة 12.000 مكان وقاعة أوبرا أخرى بسعة 1400 مكان، وتكفلت بدراسة وإنجاز مشروع أوبرا الجزائر، الشركة الصينية ”مجموعة البناء لبيجين”، والتي تعتبر من بين أهم شركات البناء في الصين، حيث قامت بإنجاز ملعب بكين الشهير ”عش العصفور” ومبنى ”أوبرا بكين”، في حين قام الجانب الجزائري بإنجاز أشغال تهيئة الأرضية التي تتربع على مساحة 1800 متر مربع.