وصل مشروع إنجاز أول قاعة للأوبرا بالجزائر، إلى أيامه الأخيرة، بحيث من المنتظر استلامه في غضون أيام قريبة، وهذا مثلما أكده أحد المسؤولين والمكلفين بمراقبة أشغال التهيئة بالوكالة الوطنية لتسيير وإنجاز المشاريع الثقافية الكبرى التابع للوزارة. ووصلت نسبة الأشغال إلى 99 بالمائة، خاصة أن أشغال القاعة انتهت، بما فيها التهيئة الخارجية والتهيئة الداخلية واللمسات الجمالية للقاعة وأيضا التهيئة التقنية على غرار ”الأضواء والصوت والخشبة”، والتي أشرف عليها تقنيون ومهندسون إيطاليون، صينيون وجزائريون، ولم يتبق إلا ربط الصرح الثقافي بطريق فرعي مع الطريق المزدوجة ”الشراڤة - الدويرة”، وكذا الانتهاء من تهيئة موقف السيارات، والذي كانت الأشغال به قد توقفت لمدة 4 أشهر. ويأتي مشروع إنجاز هذا الصرح الثقافي الجد هام في المسار الثقافي لجزائر الاستقلال، في إطار اتفاق الشراكة الاقتصادية والتقنية بين الجزائر والجمهورية الشعبية للصين، الذي تم توقيعه يوم الثالث فيفري 2004، بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية، كانت قد قدمت الصين هدية، تمثلت في دراسة وإنجاز قاعة أوبرا، ووضع حجر أساس تشييد هذا المعلم الثقافي الجديد سنة 2012، ببلدية أولاد فايت، حيث تم إنجاز هذا الصرح الثقافي الهام على أرضية تقدر مساحتها ب 18 ألف متر مربع، وبقيمة مالية كلّفت حوالي 30 مليون أورو، ما يعادل مليار دينار. وتتسع الأوبرا الضخمة إلى 1400 مقعد، شيدت بمعايير مطابقة للمواصفات العالمية وبلمسة هندسية مغاربية، وتنتظر العاصمة الجزائر منذ مدة طويلة صرح ثقافي كبير بقدر حجم ولاية الجزائر، خاصة أن الجزائر وبالعودة إلى سياسة وزارة الثقافة والتي جاءت عبر الوزير الذي أكد في عديد الخرجات على وجوب التوجه إلى الاستثمار الثقافي إذا أردنا التكلم عن تطور المجال الثقافي من حيث عدد النشاطات الثقافية ونوعيتها. وللتذكير، تعددت وكثرت المعلومات التي جاءت في تصريحات على لسان مسؤولين بالقطاع الثقافي، وأيضا ثلاثة وزراء للثقافة تعاقبوا على المنصب ”خليدة تومي - نادية لعبيدي - عز الدين ميهوبي”، حيث كان يُصرح في العديد من المرات عن تاريخ تسليم المشروع، فاستغرقت فترة الدراسة فقط مدة 6 سنوات، وفترة الإنجاز 4 سنوات، بحيث من المنتظر تسلم المشروع في بداية 2016. وكان سابقا قد أعلن عز الدين ميهوبي وزير الثقافة، أن أوبرا الجزائر سيكون لها شأن كبير في المشهد الثقافي والفني الجزائري ككل، كما ستكون بمثابة فضاء كبير لتقديم مختلف العروض الثقافية والفنية الكبيرة بالعاصمة. وكان قد أكد الوزير أيضا، أنه من المنتظر أن تشهد القاعة عروض بداية السنة المقبلة، مذكّرا أنّ ولاية الجزائر كانت بحاجة إلى مثل هكذا ”معلم”، نظرا للنقص التي تعانيه في مجال توفير قاعات العروض الكبرى. للعلم، تضم ”أوبرا” الجزائر قاعة عروض بسعة 12.000 مكان وقاعة أوبرا أخرى بسعة 1400 مكان، وتكفلت بدراسة وإنجاز مشروع أوبرا الجزائر، الشركة الصينية ”مجموعة البناء لبيجين”، والتي تعتبر من بين أهم شركات البناء في الصين، حيث قامت بإنجاز ملعب بكين الشهير ”عش العصفور” ومبنى ”أوبرا بكين”، في حين قام الجانب الجزائري بإنجاز أشغال تهيئة الأرضية التي تتربع على مساحة 1800 متر مربع.