علمت "المساء" من مصادر مطّلعة، أنّ وزير الثقافة عز الدين ميهوبي سينصّب في غضون أيام، الفنان والدكتور نور الدين سعودي مديرا لأوبرا الجزائر، التي ستسلَّم تقنيا قبل شهر فيفري المقبل من طرف الشركة الصينية. يأتي خبر تعيين نور الدين سعودي خيارا صائبا لما يملكه من إمكانيات معرفية وفنية، ذلك أنّه واحد من أهم الأسماء التي ساهمت، بشكل فعّال، في إحياء التراث الكلاسيكي الجزائري المعروف بالأندلسي، والحفاظ عليه؛ إذ ينتمي الفنان نور الدين سعودي إلى مدرسة الصنعة التي تتمركز في العاصمة، وهو دكتور في الجيولوجيا، ومنظّر في الموسيقى الأندلسية، وقد قام بمحاولات تجديدية فيه. ونشأ سعودي في عائلة مولَعة بالفن الراقي، درس الموسيقى على أيدي كبار الفنانين أمثال عبد الكريم محمسادي وعبد الكريم دالي وعبد الرحمان بلحسين، وخاصة عملاق الموسيقى الأصيلة عبد الرازق فخارجي. عام 1974 تخرّج نور الدين سعودي في المركز الأوّل عن دفعته من كونسرفتوار الجزائر العاصمة، ثم تولى منصب مدير المعهد سنة 1978، وانتقل فيما بعد إلى جمعية "الفخارجية" ليدَرِّس علم الصنعة، وأدت به كلّ هذه التجارب إلى بعث جمعية "السندسية". وإلى جانب مسيرته الموسيقية الناجحة هو كاتب روايات، وأستاذ في الجيولوجيا الرباعية، وباحث في عصور ما قبل التاريخ. يُذكر أنّ مشروع أوبرا الجزائر سيتم تسليمه "تقنيا" خلال الشهرين الأولين من سنة 2016، وذلك بعد الانتهاء من إنجازه آخر السنة الجارية، حسبما أفاد المدير العام للوكالة الوطنية لتسيير وإنجاز المشاريع الثقافية الكبرى فيصل وارث، قبل أيام. وكان فيصل وارث قد أوضح أنّ الجهة الصينية المكلّفة بإنجاز المشروع، ستنتهي من أشغال هذا الصرح الثقافي في 31 ديسمبر 2015، فيما كان من المقرّر إنهاء أشغال هذا المنشأ الثقافي في جويلية المنصرم، ويستكمل، خلال الشهرين المقبلين، التهيئة الخارجية لهذا الصرح، لتكون الأوبرا جاهزة لتحتضن العروض الثقافية. وتشمل هذه التهيئة موقف السيارات، وربط الصرح بطريق فرعي مع الطريق المزدوج الشراقة -الدويرة والإنارة. ويُعدّ هذا المشروع هبة قدرها 30 مليون يورو قدّمتها الصين للجزائر، وتشمل الهبة تكاليف دراسة المشروع والإنجاز والتجهيز التي تتكفل بها الشركة الصينية "مجموعة البناء لبكين"، وهي من أهم شركات البناء في الصين؛ حيث قامت بإنجاز ملعب بكين الشهير "عش العصفور" ومبنى "أوبرا بكين"، في حين قام الجانب الجزائري بإنجاز أشغال تهيئة الأرضية التي تتربع على مساحة 1800 متر مربع، وتتّسع قاعة عرض الأوبرا الجزائر، لما لا يقل عن 1400 شخص. وكان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد أكد أنه سيتم الانتهاء من إنجاز مشروع أوبرا الجزائر نهاية 2015، وأنه سيكون بمثابة فضاء كبير لتقديم مختلف العروض الثقافية والفنية بالعاصمة.