استقبلت مختلف عواصم العالم السنة الميلادية الجديدة 2016، وسط اجراءات امنية مشددة، بسبب تهديدات باعتداءات إرهابية. ففي الوقت الذي ألغيت فيه الاحتفالات في العاصمة بروكسل، بعد صدور قرار عمدتها إيفان مايور، ”عدم المجازفة” وإلغاء عروض للألعاب النارية ليلة رأس السنة الجديدة، إثر تلقيه بلاغ من وحدة لتنسيق وتحاليل التهديدات الإرهابية. تضامن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل مع ال”قرار الصعب والحساس” واعتبراه قرارا ”صحيحا”، شهدت العاصمة الفرنسية باريس، التي لم تستفق بعد من صدمة الاعتداءات 13 من نوفمبر الماضي، تجمهر آلاف الفرنسيين والسياح في ميدان الشانزيليزيه احتفاء بحلول العام الجديد، رغم غياب المفرقعات والألعاب النارية. ونزل الرئيس فرانسوا هولاند نزل إلى الميدان، حيث التقى قوات الأمن وفرق الإسعاف التي انتشرت على الأرض. وفي موسكو، أغلقت للمرة الأولى الساحة الحمراء، مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة، بسبب مخاوف من تنفيذ هجمات إرهابية. وشكر الرئيس فلاديمير بوتين في كلمته المتلفزة التي ألقاها بالمناسبة، الجنود الروس الذين يحاربون ”الإرهاب الدولي”، وقال بوتين: ”اليوم أود خاصة تمني أعياد مجيدة لقواتنا الذين يحاربون الإرهاب الدولي ويحمون المصالح الوطنية لروسيا بعيداً في الخارج”. وأضاف: ”ليسوا جميعهم محظوظين بالاحتفال بالسنة الجديدة مع أقربائهم”، معتبرا أن ”على بعض الروس تأدية الخدمة العسكرية وحماية حدودنا والبقاء في يقظة دائمة من أجل ضمان أمننا”. كما احتشد مئات الآلاف من الأمريكيين في ساحة تايمز وسط نيويورك لمشاهدة الكرة الكبيرة التي أنزلت، كما جرت العادة مع قدوم كل عام جديد. وكان رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو صرح الثلاثاء لإذاعة محلية بأنّ التدابير الأمنية المتخذة لاحتفالات رأس السنة في نيويورك، ولاسيما التجمع الكبير في تايمز سكوير هي ”الأضخم على الإطلاق”. وأوضح دي بلازيو أنه ”يريد أن يفهم ويعلم الجميع أن شرطة نيويورك في جاهزية تامة لمواجهة أي طارئ. وكانت الشرطة الأمريكية قد اعتقلت في نيويورك أمس شابا عشرينيا للاشتباه فيه للتخطيط بارتكاب اعتداء إرهابي في مطعم عشية حلول العام الجديد. كما يشتبه فيه بمحاولة تقديم مساعدة مالية لتنظيم داعش. وفي العاصمة البريطانية لندن، لم تمنع التهديدات الإرهابية من إتمام احتفالات منتصف الليل بمشاركة الآلاف وتجنيد نحو ثلاثة آلاف شرطي انتشروا في وسط المدينة. وفي ألمانيا أغلقت السلطات محطتين للقطارات في ميونيخ قبل ساعة من حلول العام الجديد، بعد تلقيها معلومات من جهاز مخابرات دولة صديقة بأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يخطط لتنفيذ هجوم انتحاري. وأعيد فتح المحطتين في وقت لاحق لعدم توافر ما يثبت صحة المعلومات. وقال وزير داخلية ولاية بافاريا، يواخيم هيرمان، في مؤتمر صحفي أمس، إن ”ألمانيا تلقت معلومات من جهاز مخابرات دولة صديقة بأن تنظيم الدولة الإسلامية خطط لتنفيذ هجمات في ميونيخ”. ولم يذكر اسم الدولة الصديقة، لكن التلفزيون الألماني قال في تقرير لم ينسبه إلى مصادر بأن المعلومات جاءت من فرنسا. وقال قائد شرطة ميونيخ، هوبرتوس أندريه، في مؤتمر صحفي إن ”ما بين خمسة وسبعة انتحاريين كانوا سيشاركون في الهجوم”. ليبيا: الإفتاء تحرم الاحتفال ودعوات للتسامح بين الفرقاء وفي ليبيا، أثارت فتوى أصدرتها دار الإفتاء حول الاحتفال برأس السنة الميلادية وتبادل التهاني جدلاً في أوساط الليبيين على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض. وقالت لجنة الفتوى في بيان نشرته تحت عنوان من فتاوي الدار ”إن الاحتفال برأس السنة الميلادية محرم شرعًا؛ لما فيه من إقرار لما عليه النصارى من شعائر الكفر، ورِضىً به، ويَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك”. ومع ذلك تبادل الليبيون التهاني بمناسبة العام الجديد، آملين بأن يكون عام سلام واستقرار وحقن للدماء وبداية للمصالحة بين الفرقاء. وخيم الهاجس الأمني أيضا على جاكرتا حيث بقي مستوى الإنذار مرتفعا جدا، بعدما أحبطت السلطات مشروع اعتداء انتحاري ليلة رأس السنة.