يتوقع محللون أن ترتفع الأسعار في 2016 في حين كوّن المتعاملون مراكز بيع في سوق العقود الآجلة للنفط الأمريكي لتبلغ مستوى قياسياً في أوائل ديسمبر. وأظهر أحدث مسح أجرته رويترز وشمل 31 محللاً أن متوسط السعر المتوقع لخام برنت العام المقبل سيبلغ 57.95 دولار للبرميل بزيادة تتجاوز 20 في المئة فوق القيم الحالية في السوق الحاضرة. ويتمسّك الكثير من المحللين بفكرة أن خفض الإنتاج سيعكس مسار السوق في السنة المقبلة. وقال ريك سبونر كبير محللي السوق لدى ”سي.إم.سي ماركتس”: ”نحن نقترب على الأرجح من سوق أكثر استقراراً”، مضيفاً أنه يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 45 دولاراً للبرميل، في حين حذر من أنه ستكون هناك تقلبات كبيرة. غير أن السوق لا تبدي علامات تذكر على الثقة في حدوث تعاف حتى في أواخر العام المقبل. ويظهر منحنى العقود الآجلة لخام برنت زيادة السعر بما يقل عن سبعة دولارات بدءاً من العقود الآجلة تسليم فبراير شباط 2016 وحتى تلك التي ينتهي تداولها في ديسمبر من العام المقبل، وهو فارق أقل كثيراً مما كان عليه الحال في موجات الهبوط السابقة كما أنه يعكس قلة الثقة في أي زيادة خلال العام وفقاً لما قاله بعض التجار. في الوقت ذاته يبلغ متوسّط القيمة في عقود برنت الشهرية للعام المقبل 40.89 دولار للبرميل بما يزيد 3.50 دولار على الأسعار الحالية ويقل كثيراً عن توقعات المحللين لمتوسط العام. فكثير من المحللين يتوقعون تعافي الأسعار قرب نهاية 2016 بما يرفع متوسّط السعر في العام بأكمله مع هبوط الإنتاج وبخاصة في الولاياتالمتحدة وسط معاناة شركات التنقيب من الديون وهبوط الإيرادات. لكن التجّار يقولون إن المحللين استندوا في توقعاتهم لعام 2015 إلى منطق مشابه ويكرّرون نفس الخطأ في توقعاتهم لعام 2016، في حين يخفّض منتجو الخام التكاليف للصمود على المدى الطويل ويواصلون ضخ النفط بأسعار متدنية لخدمة الدين. وقال أويستين بيرينتسين العضو المنتدب لشركة سترونج بتروليوم في سنغافورة: ”لقد انفض الحفل (أسعار النفط المرتفعة في السابق)، على الأقل للعامين أو الثلاثة أعوام المقبلة”، مضيفاً أن شركات النفط خفّضت تكاليفها استعداداً للتكيف مع انخفاض الأسعار لسنوات مقبلة. ومع تراجع الأسواق في ديسمبر وهبوط خام برنت إلى أدنى مستوى في 11عاماً ليقل قليلاً عن 36 دولاراً للبرميل بدأ بعض المحللين يظهرون علامات على إعادة النظر في توقعاتهم. وقال بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي في أحدث مذكراته التي نشرت قبل أيام تحت عنوان ”الرياح المعاكسة تشتد أمام النفط في 2016”، ”الآمال بعودة التوازن في 2016 ما زالت تعاني من انتكاسات”. ولا يزال يتعيّن على المحللين خفض توقعاتهم كثيراً ليتغيّر اتجاهها من توقعات بتعافي الأسعار في 2016 إلى توقعات بهبوطها.