* فزع أممي شديد بسبب الإعدامات تصاعدت موجة الاحتجاجات في إيران بعد قيام السلطات السعودية على إعدام رجل الدين الشيعي نمر الباقر النمر، اقتحم خلالها محتجون إيرانيون فجر أمس مقر السفارة السعودية في طهران وأضرموا النار في المبنى، قبل أن يتصدى لهم أفراد الحرس الثوري الذين أبعدوهم من المكان. وقالت وكالة أسنا الإيرانية أن الحريق ألحق أضرارا بداخل السفارة. وفي مدينة مشهد أضرم متظاهرون النار بمقر القنصلية السعودية. ودعت الخارجية الإيرانية المحتجين إلى تجنّب التجمهر أمام المقرات الدبلوماسية السعودية، وطالب المتحدث الرسمي باسم الوزارة بضرورة ”توفير أمن مقرات البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران”، مشيرا إلى إدراك السلطات لمشاعر الغضب التي تعتري الإيرانيين جراء إعدام السلطات السعودية للشيخ النمر. وذكرت وكالة ”فارس” أن متظاهرين ورجال دين من الحوزات الشيعية تجمعوا أمام السفارة السعودية في طهران، ورددوا شعارات ضد المملكة. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران اليوم وتم إبلاغه احتجاج إيران على إعدام النمر. ومن جهته هدد المرشد الاعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، صباح أمس، بالانتقام من الرياض. وقال خامنئي في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع تويتر، معلقًا على إقدام السلطات في المملكة العربية السعودية على إعدام رجل الدين الشيعي المعارض، نمر النمر، ”إن الانتقام الإلهي سيطال حكام السعودية”، مضيفا: ”دون شك فإن إزهاق دماء الشهيد الشيخ نمر سيؤثر بشكل كبير وأن الانتقام الإلهي سيطال حكام السعودية”. إطلاق اسم ”النمر” على الشارع الذي يأوي القنصلية السعودية في مشهد وفي السياق، أعلنت مواقع إلكترونية إيرانية، عن موافقة سلطات بلدية مشهد الإيرانية، على تغيير اسم الشارع الذى تقع فيه القنصلية السعودية إلى اسم ”النمر”. وأعلن النائب الإيراني خليل موحدى، أن مشروع قرار تغيير اسم الشارع الذى تقع فيه قنصلية المملكة العربية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية إلى اسم المعدوم ” نمر باقر النمر” سيتم التصويت عليه في البرلمان الإيراني. وإثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية السعودية يوم السبت السفير الإيراني لديها وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال ما اعتبرته: ”تصريحات عدوانية تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق إرهابيين في المملكة”. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الوزارة عبرت عن ”استهجان المملكة ورفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية التي تعتبرها تدخلا سافرا في شؤون المملكة”. كما حملت وزارة الخارجية الحكومة الإيرانية ”المسؤولية كاملة حيال حماية سفارتها في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، وحماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية”. ذكر أن وزارة الداخلية السعودية كانت قد أعلنت في وقت سابق أمس عن تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 أدينوا بتهم إرهابية. وقال متحدث باسم بان في بيان إن ”الشيخ النمر وعددا من السجناء الآخرين الذين أُعدموا أدينوا بعد محاكمات أثارت قلقا عميقا بشأن طبيعة الاتهامات ونزاهة العملية”. وأضاف المتحدث أن بان أثار قضية النمر مع الزعماء السعوديين خلال عدة مناسبات، وحث السعودية على تخفيف كل أحكام الإعدام التي صدرت. وقال المتحدث إن ”الأمين العام دعا أيضا إلى الهدوء وضبط النفس في رد الفعل على إعدام الشيخ النمر، وحث كل زعماء المنطقة على العمل لتفادي تفاقم التوترات الطائفية”.