عزفه وصوته الدافئ يثير انتباه المارة، كسر الصمت الذي خيم على العاصمة التي تنام باكرا، لا هم له سوى إدخال الفرحة ورسم الابتسامة على وجوه كل من يمر عليه، استطاع اكتساب شعبية كبيرة وينال استحسان كل من يسمعه، ولكن أريد إطفاء هذه الشمعة من خلال منعه من الغناء، حيث تدخل رجال الأمن وأوقفوه عن إسماع صوته في خطوة أثارت العديد من ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي والساحة الفنية وسط تضامن واسع. إيقاف الشاب محمد داحا عن الغناء وسط العاصمة أثار استنكارا واسعا عند شريحة كبيرة من الجزائريين، خصوصا من يعرفون هذا الشاب أو سمعوا صوته في ساحة أودان، ما جعلهم يرفعون صوتهم لرفع الظلم عن هذا الشاب الذي لا هم له سوى الغناء والعزف وإسماع المارة بصوته وعزفه الدافئين، والظاهر أن بعض الأطراف لا تريد لهذا الشاب الاستمرارية وكسر كل ما هو جميل. الظلم الذي تعرض له محمد داحا دفع الكثير من الجزائريين لتنظيم وقفة تضامنية معه صباح أمس في ساحة أودان من أجل التعبير عن وقوفهم مع هذا الموهبة الذي يحمل قيثارته ويعزف لإمتاع المارة وخلق جو جميل وسط العاصمة، هذا التضامن أثر كثيرا في نفسية الشاب محمد داحا الذي كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قائلا: ”لقد تأثرت كثيرا بهذا التضامن الكبير، ووقف بجانبي الآلاف من الجزائريين كما حظيت بالدعم حتى من طرف أجانب من كل بقاع العالم، وحقا لا أجد الكلمات المناسبة لتقديم الشكر”. وأضاف محمد داحا بأنه اعتاد على تقديم بعض الأغنيات الجزائرية البسيطة للمارة بوسط العاصمة، والهدف منها رسم الابتسامة ونشر الفرحة، ”وسأواصل ذلك كلما أتيحت لي الفرصة بذلك في أي مكان وأي وقت، وسأستمر في الغناء ببلدي لأنني أعي معنى الموسيقى والرقص”. ومن صور التضامن مع محمد داحا نشر الفنان جميل رئيس فرقة جمعاوي أفريكا صورة له وهو يعزف رفقة محمد داحا في ساحة أودان، وأرفق الصورة بتعليق قائلا ”التقيت هذا الشاب يعزف ويغني في ساحة أودان، حرك في مشاعر خاصة دفعتني للعزف معه، وهو شرف كبير لي”، مضيفا ”لماذا تم توقيفه عن الغناء؟ ما الذي يحدث في هذا البلد؟ لماذا هذا الظلم في حق شاب لم يؤذ أحدا بل بالعكس رسم البسمة على وجوه المارة في ساحة أودان، لماذا يتم توقيفه عن الغناء في وقت أنا شخصيا عزفت وغنيت خارج الجزائر وفي الساحات العمومية ولم يتعرض لي أحد، أعد بأنني سأعود إلى وسط العاصمة من أجل العزف والغناء رفقة أصدقائي الفنانين”.