احتشد جمهور غفير مساء أول أمس أمام أبواب قاعة ابن خلدون، بعد الإعلان عن خبر الحفل الموسيقي الذي ستقدمه فرقة "جمعاوي أفريكا". لتمتلئ القاعة عن آخرها بعشاق الفرقة ومعجبيها رغم بلوغ سعر التذكرة الواحدة 600 دج. رغم أن وقت الحفل الموسيقي حدد على الساعة 18:00 مساء، إلا أن الجمهور بدأ بقصد القاعة منذ الساعة 15:00 للحرص على اقتناء التذاكر قبل نفادها، مما دفع القائمين على القاعة لفتح الأبواب باكرا تفاديا للفوضى التي قد تنتج من التجمهر أمام الأبواب الأمامية. الجمهور الذي حضر الحفل جمع بين فئتي المراهقين والشباب، رغم اختلافاتهم إلا أنهم يتشابهون في أزيائهم الهيبية وقبعات الراستا، والشالات الملونة التي ارتدوها. موضات منوعة ظهر بها الوافدون جمعت بين أسلوب القناوي، الراستا، وحتى عشاق الروك كانوا حاضرين بملابسهم السوداء وشعرهم الطويل. ثقافات موسيقية مختلفة اجتمعت بين نوتات أغاني فرقة "جمعاوي أفريكا" حيث لم يتوان أصحابها في شراء التذاكر التي بلغت الواحدة منها 600 دج. قبل بدء الحفل بربع ساعة، كانت مقاعد قاعة ابن خلدون ممتلئة عن آخرها، حيث أمضى الحضور وقت انتظارهم بالحديث عن الفرقة والتفاخر بين بعضهم البعض بحفظ كلمات أغانيهم أومعرفة أفراد الفرقة وتاريخهم الفني. ليعلن انطفاء الأضواء عن بداية الحفل الذي انتظره الجميع بفارغ الصبر. وما إن اعتلى "جميل" وباقي أعضاء فرقة "جمعاوي أفريكا" خشبة قاعة ابن خلدون حتى بدأ الجمهور بالتصفيق والهتاف لهم، ومع إطلاق النوتة الأولى لأغنية "براني غريب" حتى نزل الحضور إلى ساحة الرقص مطلقين العنان لأنفسهم ولجنونهم المكبوت. خلال الحفل الذي دام أكثر من ساعتين، أمتع أفراد فرقة "جمعاوي أفريكا" جمهورهم بمقاطع من ألبومهم الثاني "Avancez l'arrière"، مقاطع جمعت بين القناوي وال«وورلد ميوزيك" عزف فيها "جميل" على آلتي القيتار والقمبري، ليقدم رفقة أعضاء فرقته مزيجا متنوعا بين موسيقى التراث و الموسيقى العصرية التي جمعوا فيها بين الريغي، الروك، والايقاعات الافريقية. بدى من الواضح التأثير الكبير الذي يتمتع به نجم الفرقة على جمهوره الشاب، حيث لم يتوقف الحضور عن التلويح له والهتاف باسمه، كما جعل المغني الشاب من الحضور جزءا من عرضه طالبا منهم ترديد كلمات الأغاني، التي تحدث فيها عن حالة المجتمع الجزائري اليوم، وتطرق خلالها إلى مشاكل الشباب ومشاغلهم كالحرقة، العمل، والحب، بدون أن يغفل المواضيع السياسية التي تطفوا على الأحداث اليوم، في أغنية "La Main Froide" ليرفع يده رفقة الحضور الشباب مشكلين رمز "لا للعهدة الرابعة" الذي ينتشر في المواقع الاجتماعية. مشاهدة فرقة "جمعاوي أفريكا" فوق الخشبة تجعلك تتذكر الفرقة المحبوبة "قناوا ديفيزيون"، فالتشابه بينهما يظهر في العديد من الوجوه، بدءا من مواضيع الأغاني التي تتناولها الفرقة، انتقالا إلى القوالب الموسيقة المقدمة، وحتى طريقة تحكم الأعضاء بالجمهور وكيفية تمكنهم من الخشبة والشو بيزنس، مما جعل الجمهور يهتف بنفس وصوت واحد مرددا عبارات أمازيغ كاتب المشهورة "الشعب يريد الزطلة باطل". وقد اعتبر نجم الفرقة "جميل غولي" هذا التشابه طبيعيا كون "جمعاوي أفريكا" تستمد إلهامها من "قناوا ديفيزيون". يجدر القول أن فرقة "جمعاوي أفريكا" ألهبت حماس جمهورها الذي لم يتوقف لحظة واحدة عن الرقص والقفز على أنغام مقاطعها الموسيقية. حيث قدم أعضاء الفرقة أغاني من ألبومهم الثاني " Avancez l'arrière" نذكر من بينها "Hchiche & Pois Chiche"، "بزاف"، "مريم"، "لالة عيشة".. وتميز خلال العرض "عبدو القسوري" بعزفه المميز على القيتار الكهربائي، إضافة إلى "جميل غولي" الذي أجاد تسيير الحفل وإدخال الجمهور في العرض الموسيقي.