أجلت محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، أول أمس، النطق بالحكم في قضية عصابة متكونة من 6 أشخاص موقوفين، من بينهم طالب جامعي تخصص هندسة معمارية بجامعة سطيف وعون أمن ووقاية بمعهد التكوين المتواصل بالمسيلة، في حين لايزال متهمان آخران في حالة فرار أحدهما أستاذ لغة إنجليزية بمتوسطة بولاية المسيلة. ووجهت للمتهمين تهم تقليد أختام السلطة والتزوير واستعمال المزور في المحررات الإدارية وانتحال هوية الغير، في ظروف قد تؤدي إلى قيد حكم في صفيحة السوابق القضائية. تفجير القضية جاء بعد تقدم القنصل العام لفرنسا بالجزائر ببلاغ بتاريخ 22 مارس 2015، بخصوص تزوير طال حوالي 23 ملفا لطالبي الحصول على جواز السفر الفرنسي. وبتحريك التحريات الأمنية تبين أن المتهمين امتهنوا تزوير جوازات السفر الفرنسية انطلاقا من أحد الأسواق الشعبية بولاية المسيلة، حيث ضُبطت بحوزة أحدهم ذاكرتان خارجيتان ”فلاش ديسك” داخل سيارته على جهاز إعلام آلي وطابعتان و28 قرصا مضغوطا و5 ذاكرات خارجية وقرصين صلبين ومحفظة جلدية سوداء اللون تحوي مجموعة وثائق إدارية، بينها 9 دفاتر عائلية جزائرية، دفتر عائلي فرنسي، عقود ميلاد فرنسية، نسخ من بطاقات تعريف وطنية، نسخ عقود زواج ممهرة على فراغ، إلى جانب نسخ من سجلات الأحكام الجماعية للمواليد ونسخ شهادات مدرسية وصور شمسية. وحسب ما أسفرت عنه التحريات الأمنية، فإن أفراد العصابة كانوا يقومون بتزوير جوازات السفر الفرنسية انطلاقا من أحد الأسواق الشعبية بولاية المسيلة، وكان زبائنهم يدفعون تسبيقا بقيمة مليوني سنتيم للحصول على جواز السفر الفرنسي المعروف في الأحياء الشعبية ب”الباسبور الأحمر” عن طريق ملف إداري مزور، يتم إيداعه لدى القنصلية الفرنسية المعتمدة بالجزائر، على أن يضيف لهم الزبون مبلغا آخر في وقت لاحق بعد نجاح العملية. ومن جهتهم اعترف المتهمون بالأفعال المنسوبة إليهم. ليلتمس وكيل النيابة تسليط عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا في حق المتهمين الموقوفين، في حين التمس توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا في حق المتهمين الفارين.