* مختصون يؤكدون أنه يوفر بين 20 إلى 80 بالمائة للخزينة العمومية يساهم الاستشفاء المنزلي في التخفيف من معاناة المرضى بتجنيبهم عناء التنقل للمستشفى لتلقي العلاج، حيث مس هذا النوع من الخدمات 37 ألف مريض، 70 بالمائة منهم من فئة المسنين. استفاد من الاستشفاء المنزلي منذ إطلاقه سنة 1999، حوالي 37 ألف مريض، إلا أن عملية تنظيمه من طرف الوزارة الوصية ترجع لسنة 2003 بإصدار قرار ينظم ويسير هذه الخدمة، تلاه قرار في27 ديسمبر 2015 يتعلق أساسا بالعلاج المنزلي. في السياق كشف ميلود قدار، خبير في الاقتصاد الصحي، أن الاعتماد على الاستشفاء المنزلي يوفر للخزينة العمومية نسبة بين 20 إلى 80 بالمائة . من جهته، أكد رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية جيلالي بلخنشير لبئرطرارية بالجزائر العاصمة، الأستاذ منصور بروري، أن 70 بالمائة أن المستفيدين من الاستشفاء المنزلي هم من فئة المسنين. وأوضح الأستاذ بروري الذي كانت مؤسسته من أوائل من أطلق الاستشفاء المنزلي سنة 1999 ل”وأج”، أن فئة الأشخاص المسنين التي غالبا ما تعاني من عدة أمراض مزمنة تستدعي التكفل بها منزليا، إلا أن هذا النوع من العلاج ”لا يعوض بأي حال من الأحوال التكفل بهذه الفئة بمؤسسات متخصصة في هذا المجال”. وبعد سرده لمختلف المراحل التي قطعتها هذه العملية التي اقتصرت في البداية على بلديتي الأبيار وبوزريعة، أشار ذات المتحدث إلى بلديات أخرى شملتها هذه العملية، رغم العجز الذي تعانيه وحدة الاستشفاء المنزلي من ناحية السلك شبه الطبي وقلة الوسائل، إلى جانب معضلة الازدحام المروري بطرق العاصمة. كما أعرب المتحدث عن أسفه لغياب وحدات أخرى تتكفل بالاستشفاء المنزلي بولاية الجزائر العاصمة التي بها أكبر عدد من السكان، مؤكدا أن وحدة واحدة لا يمكنها الاستجابة للطلبات الهائلة التي تصلها، ومهما توسعت نشاطات الاستشفاء المنزلي فإن هذا النوع من العلاج لا يضمن ”تكفلا جيدا” بالأمراض التي تصيب المسنين، خاصة داء السكري وأمراض القلب وضغط الدم، مثل الذي تقدمه المؤسسات المتخصصة لعلاج هذه الفئة كما أوضح الأستاذ بروري. ودعا بهذا الشأن السلطات العمومية إلى التفكير مستقبلا في فتح مثل هذه المؤسسات التي اعتبرها ”ضرورية” نظرا لارتفاع نسبة المسنين بالجزائر من سنة لأخرى، والتي تقدر حاليا ب7 بالمائة. ولتشجيع وتنظيم هذا النوع من النشاطات بالمجتمع الجزائري، أكد على ضرورة وضع الأطر القانونية اللازمة وتنسيق الجهود بين المشرفين على هذه العملية لإنشاء فيدرالية لهذا الغرض، على غرار ما هو معمول به بالدول المتقدمة. في السياق، أكد مدير المؤسسات الصحية الجوارية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتور فوزي بن اشنهو، أن الاهتمام بتطوير العلاج المنزلي يدخل في إطار الإصلاحات الكبرى للقطاع، معتبرا أن فكرة الاهتمام بتطوير العلاج المنزلي خلال السنوات الأخيرة ”حتمية” تفرضها المرحلة الانتقالية للوضعية الوبائية للبلاد وظهور أمراض مزمنة، فضلا عن ارتفاع عدد الأشخاص المسنين. وذكر الدكتور بن اشنهو أن هذه التجربة الجديدة للعلاج المنزلي ساهمت في التكفل بالفئات التي يصعب عليها المكوث بالمستشفى، ما يسمح لها بالبقاء بين أحضان العائلة التي تشارك هي الأخرى في التربية الصحية والعلاج إلى جانب الفرق الطبية المتنقلة للمنازل.