لم ينف ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف ومدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بالوزارة، الدكتور محند إيدير مشنان، في حديثه ل”الفجر”، وجود المذهب الشيعي بالجزائر، إلى جانب نحل وطوائف أخرى، كالقاديانية، بعد أن صار المجتمع الجزائري مجتمعا مفتوحا. أضاف نفس المسؤول على هامش حفل اختتام قافلة الشهداء التي أتمت دورتها عبر مساجد دوائر وبلديات ولاية معسكر، بمسجد عثمان بن عفان بحي سيدي سعيد وسط مدينة معسكر، أن التشيع لا يخرج من المساجد، ”فالأئمة والخطباء والوعاظ ليسوا متشيعين”، كما أن المعاهد والمؤسسات الدينية بالجزائر لا ينبع منها التشيع، مشيرا إلى ضرورة تضافر جهود الجميع لوقف هذا الزحف الشيعي. كما فند تسجيل أي تفريط من جانب وزارة الشؤون الدينية وأكد أن هذه الأخيرة تعمل على الحفاظ على المرجعية الدينية بمختلف أسسها، فقها وقراءة ومعاملات، وأن المساجد تقوم بدورها في العمل على بيان الدين الصحيح للأمة من خلال الدروس المسجدية والفضاء الإعلامي والوسائط الأخرى، كما أن بيان الدين الصحيح هو الدور الأساسي الذي تقوم به وزارة الشؤون الدينية، وإذا كان هذا الدور موجودا وقائما فأين يكمن موقع التفريط من جانب الوزارة، بالرغم من أن المجتمع له الحق في تقييم مؤسساته. ممثل الوزير ألقى أيضا بالمناسبة محاضرة حول دور القيم الدينية في مكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال، حيث دعا أفراد المجتمع إلى توريث الرحمة ونبذ العنف خاصة مع الأطفال، كما دعا الأولياء إلى ضرورة الرفق بالأبناء وتحصين المجتمع من العنف اللفظي والمعنوي مع مراعاة أدق تفاصيل المشاعر الإنسانية وإبعاد الأبناء عن مشاهدة أفلام العنف والتقتيل التي تعرض في أغلب القنوات حتى ملأت قضايا العنف والتعدي أروقة المحاكم. كما أشار المحاضر إلى غياب التربية في المجتمع، مؤكدا أن ظاهرة العنف ليست من شيم المجتمع الجزائري. ومن جهته تطرق الدكتور موسى إسماعيل، من خلال محاضرته إلى المرجعية ودورها في حماية وتحصين الأمة، مشيرا إلى أن تلك الفتن والحروب التي عرفتها الأمة في السنوات الأخيرة سببها عدم الحفاظ على المرجعيات الدينية، مضيفا أن ما وقع في التسعينيات بالجزائر يرجع إلى وجود بعض الخلل في المرجعية الدينية وما نعيشه من أمن يرجع إلى هذا الموضوع أيضا، وأن مجتمعاتنا محصنة بعقيدة أهل السنة. نفس المتحدث أشاد بالتصوف العلمي المتواجد بالمغرب العربي والذي يهدف إلى تزكية النفوس وليس التصوف الفلسفي الذي تعتمده الكثير من دول المشرق العربي، مؤكدا أن التدين الصحيح هو عند المغاربة وليس عند المشارقة، وهو يرجع إلى الأصول التي اعتمدها المغاربة والتي بنيت على الأصول الشرعية الصحيحة حينما لم نكن نسمع بالكثير من الطوائف عندنا، محذرا من استيراد بعض الشباب لمذاهب وطرق جديدة تصل بنا لا محالة إلى الفتنة وتمزيق الأمة والتفرق والشتات، منتقدا بعض الشباب في تدينهم الظاهر والاهتمام بالمظهر وإهمال المخبر وتركه فارغا. كما نشط الشيخ حضري سعيد محاضرة حول الشهيد ورسالته وقيمة الشهداء عند الله، معطيا أروع الأمثلة للسلف الصالح، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذا الدين وأن لا يترك هذا البلد ليعيث فيه الجهلة فسادا.