* زيارات الأمناء العامين السابقين للأمم المتحدة اقتصرت على مخيمات اللاجئين يشرع اليوم، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في زيارته الى مخيمات اللاجئين الصحراويين بولاية تندوف، وأيضا الأراضي الصحراوية المحررة، اين سيلتقي برئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، محمد عبد العزيز، في سابقة من نوعها. يصل اليوم، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، بولاية تيندوف، قادما إليها من موريتانيا، ليصل إلى الجزائر بعدها، وهي الزيارة التي حضر لها المبعوث الأممي الخاص للمنظمة كريستوفر رويس، قبل أيام، للوقوف على أوضاع اللاجئين في المخيمات، والتباحث مع رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، وقيادات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب ”البوليزاريو” في قضية إستفتاء تقرير المصير الذي ينتظره الشعب الصحراوي منذ سنوات كثيرة. وتكمن ميزة زيارة بان كي مون، في أنه أول أمين عام للمنظمة الأممية الذي يزور الأراضي المحررة، بعدما اقتصرت زيارات الأمناء العامين للأمم المتحدة السابقين منهم كوفي عنان، وبطرس غالي، على مخيمات اللجوء، وذلك بعد رفض المغرب، والعقبات الكثيرة الذي يضعها الاحتلال المغربي أمام زيارة الأراضي المحتلة. ويتفائل الشعب الصحراوي وقياداته بالخطوة التي يراها إيجابية، رغم أن كل المؤشرات الحالية تشير إلى أن زيارة بان كي مون، شكلية، قبل انتهاء عهدته بعد أشهر، خاصة مع تهرب نظام الاحتلال المغربي من استقبال الأمين العام للأمم المتحدة. وفي هذا السياق، أكد المكلف بالتنسيق مع بعثة الأممالمتحدة، محمد خداد، في ندوة صحفية عقدها بمخيم، بوجدور، أن إصرار الأمين العام للأمم المتحدة، على زيارة الأراضي المحررة رغم العراقيل التي يضعها المغرب، هو إصرار على تقديم شيء للقضية الصحراوية قبل انتهاء عهدته، وهو أيضا عامل أساسي يبدى نية للتقدم في إطار إيجاد حل نهائي للقضية، من خلال إعطاء الكلمة للشعب الصحراوي لتقرير مصيره بنفسه عبر تنظيم استفتاء لتقرير المصير. من جهة أخرى، ندد، خداد، باغتيال الرعية الصحراوي شمات عبد الحي، بالرصاص الحي في الأراضي الصحراوية المحررة، والتي وصفها بالخرق الواضح لاتفاقية إطلاق النار الموقعة بين الطرفين، مشيرا إلى سعي القيادات الصحراوية إلى رفع القضية إلى أعلى الهيئات، ولن تكتفي بالأسف الذي صدر من الأممالمتحدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة. بالمقابل، قدر رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، يحي بوحبيني، العجز المالي لإتمام توفير كل المواد الضرورية والعاجلة للمتضررين من فياضانات أكتوبر الماضي، بحوالي 9 ملايين دولار، حيث حددت الهيئات الدولية، على رأسها برنامج الغداء العالمي، تكلفة توفير الحاجيات الضرورية لأكثر من 17700 عائلة، بحوالي 20 مليون دولار، في حين حصلت السلطات لحد اليوم، على فقط 11 مليون دولار، من الدول المانحة. وكشف يحي بوحبيني، أن السلطات الصحراوية شرعت في استغلال مخزون الأمان من المواد الغذائية، التي تكفي لسد حاجيات الشعب الصحراوي لغاية شهر جوان على الأكثر، مضيفا أنه ولحد اليوم، تلوح في الأفق بوادر أزمة إنسانية إن لم تسارع الهيئات الدولية والدول المانحة لتقديم يد العون للمخيمات، خاصة مع التراجع المخيف لمساهمات الدول المانحة، وتركيز الاهتمام على الأزمات الجديدة، ومشكلة اللاجئين التي تعصف بأوروبا بشكل عام، موجها نداء عاجلا للإسراع في تقديم المساعدات التي وصفها المتحدث ب”مسكنات الألم”، في حين يكمن الحل الأساسي والوحيد لإنهاء المعاناة في تنظيم استفتاء تقرير المصير. ومع تراجع مساعدات الدول المانحة والهئيات الدولة والمنظمات غير الحكومية العالمية، لفت رئيس الهلال الأحمر، إلى أن مساعدات الجزائر لا يمكن تقديرها بثمن، معددا عدد العائلات والمرضى الذين بلغ عددهم 2223، في سنة 2015، والطلبة الصحراويين بمعدل سبعة آلاف طالب، تتكفل بهم الجزائر، ناهيك عن المساعدات الإنسانية والدعم المعنوي الذي تتلقاه مع كل فئات المجتمع الشعبي والرسمي. وقدم المسؤول الأول على الهلال الأحمر الصحراوي، بعض الأرقام التي تبين تراجع المساعدات، حيث انخفضت قيمة مساعدات الاتحاد الأوروبي للاجئين في المخيمات من 15 إلى 10 مليون دولار، في حين نقصت تلك القادمة من الحكومة الإسبانية لأقل من النصف، أين وصلت ل4.7 مليون أورو، بعد أن كانت 10 ملايين، أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد وصلت لثلاث ملايين بعد أن كانت تسعة ملايين في السنوات الماضية.