استطاعت حلوى عجينة السكر غزو أغلب مناسبات الجزائريين السعيدة، على شكل قوالب حلوى يتفنن صانعوها في نحتها وتجسيد تحف فنية رائعة من شخصيات كرتونية ودمى ثلاثية الأبعاد، تسيل لعاب الآباء والأمهات الراغبين في التباهي أكثر مما تصنعه من دهشة إعجاب الصغار. ورغم تكاليفها الباهظة إلا أن هؤلاء يصرون على اقتنائها لإحياء مناسباتهم الخاصة. أصبح الإقبال على قوالب الحلويات المصنوعة بعجينة السكر كبيرا جدا، حتى بات ينافس القالب الكلاسيكي المصنوع من الشكولاتة أوالفاكهة، والذي طالما عهدناه في مناسباتنا المختلفة، حيث استطاع هذا النوع الجديد المصنوع من عجينة السكر المرنة، والتي يمكن تشكيلها بمختلف الأشكال، حتى باتت مقصد الكثير من الباحثين عن مواكبة التقدم الذي يشهده هذا مجال صناعة الحلويات، والذي بات غنيا بالمختصين الذين فتحوا لأنفسهم محالات خاصة بنحت تحف فنية غاية في الجمال، تستطيع أن تنسيك في لحظة أنها مجرد قوالب حلوى، وهو ما جعل هؤلاء يغالون في أثمانها حتى باتت مقصد الطبقة الميسورة فحسب. شخصيات كرتونية مشهورة باتت تتنافس على الظهور في قوالب الحلوى على هيئة دمى ثلاثية الأبعاد، تروي قصة تفاني صانعيها في التجسيد والنحت على عجينة بيضاء وملونة مصنوعة من السكر من جهة، وشغف أطفال باتوا يصرون على اختيار شخصيتهم المفضلة من الرسوم المتحركة من جهة أخرى. ففي كل مناسبة عيد ميلاد يحرص هؤلاء رفقة أوليائهم على التنقل بين المحلات التي اختصت في هذا النوع للبحث عن موديل مميز لإحياء هذه الحفلة. كما ارتأى آخرون تصفح مجموعات فايسبوك التي باتت تعج بعناوين سيدات تقترحن هذا النوع من الحلويات من خلال نشر أنواع قاموا بإنجازها كنموذج عرض يكسبون من خلاله عدد كبير من الزبائن. في السياق ذاته كان لنا حديث مع سميرة كوردالي، إحدى السيدات اللاتي تخصصن في هذا المجال، والتي قالت أن موديلات الكعك التي تقتبسها عادة من الفيديوهات المنشورة عبر ”يوتوب” تلقى رواجا كبيرا، خاصة تلك المتعلقة بدمى الأطفال وشخصيات الرسوم المتحركة، والتي يكون الطلب عليها جد كبير لإحياء أعياد الميلاد. وتضيف محدثتنا أن الأطفال ليسوا الزبائن الوحيدين، فكثير من الشبان والأزواج يقومون بمفاجأة بعضهم البعض باختيار قالب حلوى يترجم مشاعر وأحاسيس سعيدة، فيما يقوم آخرون باختيار رموز ودلالات مرتبطة بمهنة أو مجال دراسي معين. رغم قلة تكاليفها مقارنة مع باقي الحلويات الأخرى المصنوعة من أنواع غالية من المكسرات، ورغم اعتمادها أساسا على عجينة بسيطة من السكر، إلا أن أسعارها في حلتها النهائية جد باهظة تتجاوز في الغالب 5000 دج، غير أن ذلك لم يثن الكثير من محبي التجديد من دفع تلك المبالغ لقاء الحصول على هذه الحلوى التي يقول أغلبهم إنها في ليست في مستوى الأسعار التي تدفع لأجلها. وعن هذه النقطة بالذات تقول سميرة كوردالي ”إن الثمن الذي نفرضه لا علاقة له بالمواد الأساسية المستعملة بل بالوقت والجهد والإتقان الذين يستلزمهم نحت شخصيات وصور جد صعبة للتجسيد، وهي العملية التي تتطلب في كثير من الأحيان قرابة يوم كامل من العمل، وهو ما لا يتفهمه الكثير من الزبائن الذين يستغربون سعر القوالب في كل مرة”، وأضافت أن زبائن هذا النوع من الحلوى هم في العادة من طبقة ميسورة الحال، والتي تختار حلوى السكر كنوع من أنواع الرفاهية والتباهي، لاسيما أن عجينة السكر في حد ذاتها مجرد ديكور يزول بمجرد إطفاء الشموع.