تعرف مختلف محلات ومراكز صنع الحلويات التقليدية والعصرية بالعاصمة في الآونة الأخيرة إقبالا منتهي النظير من قبل العائلات الجزائرية التي تحضر لاستقبال فرح أحد أفرادها والتي أصبحت تفضل حلويات جاهزة ولو على حساب تكلفتها الباهضة. ارتأينا التوجه إلى بعض المحلات المعروفة بصناعة الحلويات على مستوى العاصمة رغبة منا في الغوص أكثر في هذا العالم ومعرفة سر هذا الإقبال وكذا دوافع الانتقال من إعدادها في البيت في جو عائلي خاص إلى الاعتماد على محلات خاصة من أجل تحضيرها. وفي هذا السياق، تؤكد السيدة ليلى، صاحبة محل صناعة الحلويات التقليدية بالجزائر شاطئ، أن الإقبال متزايد من مختلف شرائح المجتمع سواء من قبل العائلات البسيطة أوالميسورة الحال على حد سواء..فبمجرد حلول موسم الصيف - تقول محدثتنا – "يتوافد عدد كبير من العائلات، خاصة النسوة، على واجهات المحلات من أجل التعرف على آخر الموديلات و انتقاء أجملها وألذها مهما بلغت الأسعار، حرصا منهن على ضمان حلويات بمقاييس الجودة و النوعية". وعن دوافع هذا الإقبال، تقول السيدة ليلى أن أغلب العائلات تسعى من وراء اقتنائها للحلويات الجاهزة إلى تفادي التعب والإرهاق الذي يترتب عن تحضيرها في البيت، خاصة وأن التكاليف هي نفسها في بعض الأحيان، مشيرة إلى أن الناس أصبحت تحرص الآن على الجودة والنوعية في صناعة الحلويات التي لا تتوفر إلا لدى المختصين. من جهته، أكد السيد مجيد صاحب محل بيع الحلويات بالقبة أن هذه الفترة بالذات تشهد إقبالا كبيرا من قبل لعائلات الجزائرية على المحل من أجل انتقاء و طلب بعض الأنواع ، مؤكدا على تمسك معظم العائلات بالحلويات التقليدية المعروفة منذ زمن بعيد كالبقلاوة والدزيريات ومقروط اللوز والتي تعطي نكهة خاصة لأفراحنا رغم الأنواع الكثيرة التي ظهرت إلى الوجود في الآونة الأخيرة نظرا للمدارس الكثيرة و مراكز تعليم صناعة الحلوى المنتشرة في كل حدب و صوب. وعلى صعيد آخر، أضاف المتحدث " الطلبات التي نتلقاها لا تقتصر فقط على الأفراح والأعراس فحسب، بل نتلقى طلبات كذلك من قبل المغتربين من أجل العودة بها إلى البلد المتواجدين به لعدم توفرها هناك وإن وجدت لا تكون بنفس اللذة التي توجد بها في بلدنا". بعد ذلك توجهنا إلى أحد المحلات المعروفة بشارع حسيبة بن بوعلي الذي كان مكتظا بالزبائن من مختلف الشرائح من أجل تقديم الطلبات.. كانت واجهة هذا المحل مزينة بمختلف الأنواع و الألوان التي تسحر الناظر إليها وتجعله يلتهمها بأعينه. سألنا صاحب المحل عما إذا كانت الأسعار في متناول الجميع، فأكد أن تحديد الأسعار مرتبط بسعر المواد التي تدخل في إعداد تلك الحلويات،وبما أن هده الآونة تعرف ارتفاع في أسعار مختلف المواد التي تصنع منها كالسكر والفرينة والمكسرات باختلاف أنواعها فهناك ارتفاع محسوس في أسعار بعض الأنواع خاصة تلك المصنوعة باللوز والجوز إذ يصل سعر القطعة الواحدة من الفواكه المصنوعة من عجينة اللوز إلى 40 دج إذا كان شكلها مميزا، والقطعة من البقلاوة إلى 35 دج إذا كانت مصنوعة بمزيج من اللوز والجوز.. "وبالرغم من ذلك فالإقبال يتزايد" يقول المتحدث. من جهتهم، أجمع معظم من التقيناهم بتلك المحلات على جودة الأنواع المقدمة من جهة، ثم إن هذه المحلات أنقصت عليهم عناء صناعتها خاصة أنها تحضر من طرف أناس متخصصين في هذا المجال، ولو كلفهم ذلك مصاريف أكثر. نسيمة بلعباس