أخلطت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى الجزائر ومخيمات اللاجئين الصحراويين وموريتانيا، أوراق المخزن الذي سعى من خلال اتهامه للمسؤول الأممي بعدم الحياد، إلى ”التشويش” على نتائج وقوفه على حقيقة الاحتلال المغربي للصحراء الغربية. واستخدمت أمس، الحكومة المغربية في بيان لها، مصطلحات ”ذهول واندهاش” كمحاولة للتأثير على الرأي العام الدولي، يستهدف بدرجة أولى تغيير موقفه من حقيقة مأساوية وقف عليها الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين، وذهوله من انعكاسات استمرار الاحتلال المغربي، وهي النقطة التي حاولت طمسها الرباط مدة سنوات. وادعت الحكومة المغربية، وفق البيان، أنه ”توصيف احتلال يتناقض مع القاموس الذي دأبت الأممالمتحدة على استخدامه في ما يتعلق بالصحراء الغربية”. وقد وقف بان كي مون على حقيقة معاناة الشعب الصحراوي خلال زيارته لمخيمات اللاجئين، وشدد على أنه لا يمكن للعالم أن يستمر في إهمال الشعب الصحراوي الذي يتمنى دعم المنطقة ومنظمة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، مؤكدا على ضرورة التحرك لتمكينه من حقه المشروع في تقرير المصير، وأعلن عن دعوته إلى تنظيم اجتماع للدول المانحة من أجل جمع أموال تمكن من الاستجابة لاحتياجات اللاجئين الصحراويين، مضيفا أنه يتفهم ”غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه”. ووصل الأمر بالمخزن إلى اعتبار تصريحات بان كي مون مسيئة لمشاعر الشعب المغربي، إذ لم يقف هجوم الرباط على فحوى تصريحات الأمين العام، بل تعداه إلى الزيارة نفسها. وتعكس حالة الهلع التي أصابت الحكومة المغربية، بعد أن وضعت العراقيل لزيارة بان كي مون إلى الرباط، إخفاقها في توقع نتائج الزيارة، خصوصا وأنه سيضمنها التقرير المرتقب عرضه على مجلس الأمن الشهر الداخل. وتضمن بيان الحكومة المغربية أنه ”سواء تعلق الأمر بمجريات هذه الزيارة أو بمضمون التصريحات التي تخللتها، فإن الحكومة تسجل أن الأمين العام للأمم المتحدة تخلى عن حياده وموضوعيته”.