دعا الأطباء المشاركون في الندوة الوطنية حول سرطان البروستات, يوم الخميس, بوهران, المنظمة من قبل مخبر ”لابسان”,بمشاركة 150 طبيب مختص في الأورام السرطانية من الجزائر وفرنسا, إلى ضرورة إجراء الفحوصات الطبية والتشخيص المبكر لتفادي الإصابة بسرطان البروستات الذي بات يهدد حياة الآلاف من الرجال البالغين من العمر 50 سنة وما فوق والذي أصبح ينتشر في الجزائر بشكل رهيب. يعتبر سرطان البروستات ثالث السرطانات انتشارا بين الرجال بعد سرطان الرئة وسرطان القولون ”المستقيم”, حسب إحصائيات المعهد الوطني للصحة العمومية, استنادا إلى السجل الوطني للسرطان, بعدما تبين من خلال الدراسات الطبية التي قام بها فريق طبي لمختلف مستشفيات الوطن, أن جميع الحالات المرضية التي تتقرب من المركز الصحية تأتي في حالة متقدمة جدا من المرض وذلك لغياب ثقافة التشخيص المبكر وهو ما بات يعجل بالوفاة في ظل عدم فعالية الأدوية التي تقدم في هده المرحلة. في السياق, أشار البروفسور يوسفي مصطفي جمال, رئيس مصلحة أمراض الكلى والمسالك البولية بمستشفي أول نوفمبر بوهران, في تصريح ل ”الفجر”, أن هناك نسبة وعي ضعيفة جدا عند الرجال الذين لا يقومون بالفحوصات بشكل دوري, وهو ما يؤخر التشخيص وبالتالي العلاج, وهو ما بات يستدعي من الرجال إجراء فحص شامل بالتحليل والأشعة مرة في كل سنة بالمراكز الطبية التي تعززت بالعديد من الأجهزة الطبية لمكافحة المرض, وكذا بالعيادات الخاصة, موضحا أن التشخيص المبكر عن الداء من شأنه أن يقلص من عدد الإصابات ويحقق نسبة عالية في امتثال المريض للعلاج بشكل كلي قبل انتشار المرض في جميع أعضاء الجسم. وقال البروفسور يوسفي مصطفي جمال أن سرطان البروستات يشكل ربع 1/4 أنواع السرطانات الأخرى, وأضاف أن الإحصائيات غير دقيقة في ظل غياب سجل إلكتروني لإحصاء العدد الحقيقي للمصابين بالمرض, حيث تضاربت الأرقام حول عدد الإصابات به من 40 إلى 50 ألف إصابة. في السياق, أكد ذات المتحدث أن 60 بالمائة من المرضى المصابين بسرطان البروستات هم في حالة متقدمة من المرض, وهي الحالات المنتشرة بكثرة بين المرضى, والتي باتت تسجلها المصالح الطبية مقارنة بما يتم إحصاؤه في دول الجوار من تونس والمغرب التي تبقى التوعية بالنسبة لهم تشكل عاملا مرتفعا في تقليص عدد الإصابات بالداء . وأفاد أنّ إمكانيات التشخيص المبكر وعلاج السرطان متوفرة في بلادنا وفي جميع المؤسسات الاستشفائية الجامعية وكذا المختصين المأهلين, بالإضافة إلى العلاج المتوفر أيضا, وأرجع ارتفاع العدد إلى عامل التدخين والسمنة وكذا ارتفاع الضغط الدموي, وهي الأمراض التي باتت تلاحق العديد من الرجال وتهددهم بالإصابة بأمراض مختلفة من السرطان, على غرار سرطان الرئة وسرطان المثانة وغيرها, مبرزا أن سرطان البروستات يتسبب في انسداد المسالك البولية ويصعب من وظيفة التبول, والذي يكون مصحوبا بآلام حادة, وبإمكان الداء أن ينتشر بسرعة في كل أعضاء الجسم ويتلف العظام ويكسرها, ما يجعل المريض يصاب بإرهاق كبير وبانخفاض في الوزن وتعب دائم, ما يعجل بوفاة المريض بعد أقل من ثلاث سنوات من الإصابة بالمرض. ويرتقب الأطباء ارتفاعا كبيرا للمرض مع 2020 بعد تزايد عدد المصابين به بالجزائر, الأمر الدي أصبح ينذر بالخطر.