إحياء لليوم العالمي للصحّة المصادف للسابع من شهر أفريل، نظّمت أول أمس جمعية مشعل الشهيد بجامعة الدكتور يحيى فارس في المدية ”منتدى الذّاكرة”، بالتنسيق مع الأمانة الولائية للمنظمة الوطنية للمجاهدين، والمجلس الشعبي الولائي، والمتحف الجهوي للمجاهد وجامعة الدكتور يحيى فارس. تمّ إثارة ندوة تاريخية حول ”مساهمة القطاع الصحي للولاية الرابعة التاريخية” تكريما لروح الشهيد الطيب يحيى فارس، حيث قدّمت شهادات حول شخصية الشهيد من طرف المجاهد الرائد بورڤعة لخضر، ذاكرا فيها أنّه كان من الأطباء الذين أمدّوا الثورة التحريرية بالولاية الرابعة التاريخية بكفاءاتهم وجهودهم والمقدرين بعشرة أطباء، مشيرا إلى الوضعية الصّعبة التي عرفها الوضع الصحي لأعضاء جيش التحرير الوطني خاصة والشعب عامة، وكذا التضييق الذي كانت تمارسه سلطات الاستعمار على الاطباء الجزائريين. من جهته أعرب رئيس الجامعة الدكتور أحمد زغدار، في مداخلته، عن افتخاره واعتزازه بكون جامعة المدية تحمل اسم أحد النماذج الخالدة في التضحية الوطنية والتفاني في خدمة الوطن ليس بالعلم فقط ولكن بالروح، ومشيرا فيها إلى مساره العلمي والأكاديمي في كلية الطب بمونبولييه (Montpellier) إلى التحاقه بجيش التحرير الوطني. كما قدّم الدكتور موسى هصام، عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، محاضرة خصّ بها موضوع الندوة، استهلها بالظروف الصّعبة التي انطلقت فيها الثورة التحريرية، ومنها غياب النظام الصّحي من حيث نقص الإطارات الصحية ومشاكل العلاج المركّز وجمع الأدوية وكيفية تنظيم تنقل أو نقل الجرح، كما ذكر فيها محطات مهمة في حياة الشهيد يحيى فارس ومساره النضالي إلى أنّ عيّن طبيبا ثمّ مشرفا ومراقبا عاما على القطاع الصحي بالولاية الرابعة التاريخية، حيث يذكر أنّه كان يتنقل بين العيادات والمراكز الصحية المتوفرة على قلّتها. وعن تأليفه لكتيب عملي استخدم خصيصا لتكوين جهاز شبه الطبي يحمل عنوان ”دليل الممرض”، إلى أن ألقي القبض عليه وهو جريح بعد أن أصيب في أحد الاشتباكات مع العدو بمخبأ على مقربة من حي عين الذهب بمدينة المدية، ليتعرض إلى مختلف أصناف التعذيب بمعتقل الداميات، وهناك فاضت روحه إلى خالقها في 11 جويلية 1960.