معاينة مشاريع وتكريم جامعيين أشرف وزير المجاهدين الطيب زيتوني، بالمدية، على الاحتفالات الرسمية بالذكرى 59 لليوم الوطني للطالب المصادف ل19 ماي، بحضور مستشار رئيس الجمهورية بن عمر زرهوني، وبعض الإطارات والشخصيات، إلى جانب الطلبة. وفي رسالة وجهها للطلبة بالمناسبة، وقرأها نيابة عنه مستشاره بن عمر زرهوني، قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، «إننا نحيي، في هذا اليوم الأغر، ذكرى تلك الحركة العارمة التي قام بها، في يوم 19 ماي من عام 1956، طلبة الجامعات والثانويات للالتحاق بصفوف الثورة التحريرية». وأوضح، أن «الغاية من احتفالنا بهذا اليوم الخالد، هي أن نستحضر بروح الوفاء والعرفان، وفي جو مفعم بالخشوع والاعتبار، صفحات سنية مشرقة من تاريخ ثورتنا المظفرة، لصفحات نتعز بها غاية الاعتزاز لأنها تنطوي على أمجاد وبطولات صنعها شباب ثائر من الطلبة البواسل، ونعني بهم أولئك الذين ناداهم واجب تحرير الوطن، فلبوه دون أدنى تردد، وجوانحهم ملآنة بالعزم الذي لا تلين له قناة، وبالإرادة الصلبة التي لا تعرف معنى الاستكانة... وبالفعل فقد كان وراء أولئك الفتيان من أبناء هذه الجزائر الأبية إيمان راسخ، ووعي عميق بأن الشهادة العلمية لا تعلو على الشهادة في سبيل الله». وخاطب مستشار الرئيس الحضور ومن خلالهم أبناء هذا الشعب والجيل الجديد، «إن استلهام صفحات التاريخ، في مثل هذا اليوم، لأمر من الأهمية بمكان، ثم إنه لواجب وطني يمليه الوفاء لتضحيات الطلبة الشهداء، تخليدا لذكراهم، وترحما على أرواحهم الطاهرة، ولعل أنبل الغايات في هذا الشأن أيضا هي تلك التي تتمثل في جعل شباب جامعاتنا يقتدي بأسلافه من الطلبة الشهداء ويجعل منهم نبع إلهام لا ينضب، وعبرة دائمة تحدوه في مضمار التضحية ونكران الذات من أجل مغالبة مختلف التحديات التي تواجهنا جميعا... ومن الأكيد، أنْ لا شيء من ذلك يمكن أن يتحقق، في أرض الواقع، إلا بأداء فروض المواطنة الصالحة المستقيمة، والتحلي بروح الإخلاص في العمل وإتقانه، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفردية الضيّقة، والانخراط بجدية وفاعلية في مسار التنمية الشاملة؛ تلك الفروض التي مافتئت الإصلاحات الجارية تقتضيها يوما بعد يوم... ذلك لأن الغاية المنشودة إنما هي الارتقاء ببلادنا إلى أعلى مراتب النماء والتقدم في جميع القطاعات والمجالات». ذكّر زرهوني، حسب ما جاء في كلمة الرئيس الموجهة إلى شباب الأمة بهذه المناسبة، بواحدة من مضامين هذه الوقفة الخالدة «إن هذه الذكرى، بكل ما تحمله من رموز سامية، لهي المناسبة المواتية للتدليل على أن المعرفة أضحت، أكثر من أي وقت مضى، عاملا أساسيا وجوهريا لا مناص منه للمضي قدما في سبيل إنجاز التقدم والتطور الاقتصادي والنماء المعرفي الدائم الذي يفيض بالخير على الإنسان الجزائري في المقام الأول، ثم على أبناء البشرية جمعاء... وعليه، يمكن القول إن العهد الذي كنّا نربط فيه التنمية بالموارد الطبيعية قد ولّى، إذ أن الأمر أصبح يقتضي اليوم، أن نتمسك بإيماننا بالإنسان وبما له من قيمة ومقدرة، ونعني به الإيمان بأهمية وبدور الموارد البشرية وطاقاتها الإبداعية والإنتاجية التي تعد الوسيلة الحقيقية لكل متقدم أكيد»، مشيرا في زاوية أخرى إلى أن «الجامعيين الجزائريين لقادرون على نشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل على أرفع المستويات... وفي مستطاعهم أن يترجموا، في مضمار الواقع، فضائل الحوار والتفاهم ويذيعوها في الوسط الطلابي، وفي نطاق المجتمع الجزائري كله». منبّها بأن رهان اليوم «إنما يتمثل في إرساء منظومة اقتصادية وفق أسس معرفية ومنهجية سليمة واضحة المعالم... وهذه المنظومة ينبغي أن تقوم على رؤية استشرافية تضمن لها الاستقرار والاستمرار والتواصل». وعلى هامش هذه الكلمة، التي شدت انتباه الحاضرين، كان لممثل الرئيس ووزير المجاهدين والوفد المرافق لهما، وقفة مع معاني هذه التظاهرة، حيث تم وضع أكاليل من الورود بمقبرة الشهداء، وإطلاق إسم المجاهد الراحل «أوصديق بوعلام» على المكتبة المركزية الجامعية، كما قاموا بزيارة معرض تضمن وثائق تاريخية حول نشاط الثورة التحريرية بالولاية الرابعة، ومعرض علمي متنوع من تنظيم مخابر كلية العلوم والتكنولوجيا، ومشاهدة شريط وثائقي حول دور الطالب في الحركة الوطنية والثورة التحريرية، والاستماع لكلمة أحد الطلبة ولمحاضرة قدمها الدكتور مداني، أستاذ التاريخ، حول هذه الذكرى، فضلا عن تكريم 03 أساتذة جامعيين، مع معاينة مشروع إنجاز المتحف الجهوي للولاية الرابعة التاريخية، وكذا تشغيل مقر المديرية الجهوية لنفطال بالقرب من مقر هذه الولاية، وزيارة ثانوية محمد بن شنب ولقاء مجموعة من قدماء طلبتها الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني وقتها، وكذا زيارة متحف المجاهد العقيد سي امحمد بوقرة بعاصمة الولاية.