يبدو أن لجوء وزارة الداخلية إلى فض اعتصام المتعاقدين ببودواو ببومرداس عن طريق قوة مشتركة من الدرك الوطني والأمن، وإحضار حافلات لإرغام المحتجين للالتحاق بولاياتهم لم تُفشل عزيمة هؤلاء للتنسيق مجددا والعودة إلى معركة الاعتصامات والمسيرات، لإيصال صوتهم وانشغالاتهم إلى رئاسة الجمهورية من أجل إقرار قرار رئاسي حول ”الإدماج”. طبقا للتقارير التي وصلتنا من الأساتذة المتعاقدين فقد قرر هؤلاء تجديد احتجاجاتهم بداية من اليوم في اعتصامات أمام مديريات التربية على أن يتم التصعيد غدا الاثنين في احتجاج وطني حدد مقره بولاية بومرداس، قبل الزحف إلى العاصمة بعد غد الثلاثاء في مسيرة تنطلق من بومرداس إلى المرادية، للتعبير عن إصرارهم على تحقيق مطلب الإدماج بدون أي شرط، ورفضهم الدخول في مسابقة التوظيف. وأشارت تلك التقارير ”أنه تنهي التنسيقيات الولائية للأساتذة المتعاقدين بعد الاجتماع الطارئ أمس على حضور جميع الأساتذة المتعاقدين إلى مقر مديريات التربية اليوم، مع إحضار مقرر التنصيب، وبطاقة التعريف الوطنية إلزاميا لمنع تدخل أطراف أجنبية”. وحسب ذات المصادر فقد رفض المتعاقدين الذين كانوا قد شنّوا مسيرة من ولاية بجاية الشهر الماضي وانتهت باعتصام ببودواو ببومرداس، حلول وزارة التربية التي تم وصفها بالترقيعية، مفندين الدخول في مسابقة التوظيف التي أقرتها الوزارة ل30 من الشهر الجاري، بالنظر أن حظوظهم في النجاح ضئيلة في ظل وجود أكثر من مليون و7 آلاف مترشح”. وأكد المتعاقدون أنهم سيدخلون في إضراب عام اليوم الأحد 24 أفريل يرفق بوقفات احتجاجية تنديدا واستنكار على فض اعتصام الأساتذة بالقوة، مشيرين أن الاعتصام المحدد أمام مديريات التربية سيكون تحت شعار ”لن نسكت على حقنا” و”لا خضوع لا رجوع” ”الإدماج حق مشروع” وحسب المتعاقدون فإنه ”المنتظر أن يكون الاحتجاج مساند من قبل كل من نقابات ”الكنابست”، ”السناباب”، ”الكلا” و”الأسنتيو” وهي النقابات التي كانت قد أعلنت رفضها لطريقة تسيير وزارة التربية ملف المتعاقدين وإلزامهم بالقوة على ترك ميدان ”الإدماج” بدون حلول نهائية لمطالبهم”. هذا فيما نقل بيان وقعه نبيل فرقينس بفدرالية عمال التربية نحن في نقابة ”سناباب” نساند وسنساند المتعاقدين إلى غاية تحقيق مطلبهم المتمثل في الإدماج بل إلى غاية القضاء على هذا النوع من التوظيف في قطاع الوظيف العمومي وسنساند كل الحركات والجمعيات العمالية من أجل التثبيت في المنصب. وأشار فرقنيس ”مطالبنا ليست ضرفية ولن نسكت حتى تحقيق ذلك، لأن هموم الطبقة الشغيلة اليوم هو القدرة الشرائية، كرامة العامل، السكن، الإدماج في العمل، قانون الوظيف العمومي الذي كرس اختلالات كثيرة في مواده مما أوصلنا إلى هذا الوضع الذي نعيشه اليوم”. وقال ”نقابتنا جديدة في قطاع التربية ولكن لسنا جدد في المهنة، تتوسع يوم بعد يوم، قوتنا في صراحتنا وفي عزيمتنا والتزامنا من أجل تحقيق مطالبنا، لم نحل محل الأساتذة المتعاقدين ولم نتفاوض بإسمهم، نقابتنا ساندتهم ومازالت تساندهم ولم نسمح بل ولن نسمح لأنفسنا ذلك مثلما يفعله البعض، رافقنهم وسنظل نرافقهم مثلما فعلته نقابتنا عام 2011”، مواصلا ”أن مواقفنا صامدة وستبقى صامدة ليس من أجل تحقيق الإدماج فقط بل إلى غاية القضاء على هذا النوع من التوظيف الذي كسر أحلام الكثير من الشباب الذين يعيشون التوتر، والغليان والاستغلال تحت رحمة المسؤولين”، متسائلا ”أبهذه الطريقة نحقق استقرار القطاع؟ أبهذه الطريقة نكون جيل يحب وطنه، أنظروا اليوم المتعاقدين وردود أفعالهم تجاه ما حدث لهم، أنظروا جيدا الحالة النفسية للأساتذة الذين ينظرون نظرة الإحباط والحيرة لما تعرض له زملائهم في المهنة، أيعقل أن يصل الوضع إلى هذا الحال؟، نعم إنه سكوت البعض وتواطئ الآخر”.