* بدوي: ”تفريق الأساتذة كان سلميا ورافقناهم إلى ولاياتهم” قامت فجر يوم أمس، قوات الأمن الوطني بالزيين الرسمي والمدني بمرافقة أعوان الدرك الوطني بمحاصرة ميدان الإدماج ببودواو بولاية بومرداس وإجبار الأساتذة المتعاقدين على مغادرة المكان، ما تسبب في وقوع مناوشات أدت إلى إصابة البعض بجروح متفاوتة وتدهور الحالة الصحية لأحد الأساتذة، وثارت عقبها نقابات التربية مستنكرة طريقة معالجة الحكومة قضية المتعاقدين ووصفتها بالجريمة في حق المربيين الذين كان في وسطهم حتى حوامل. وفق المعلومات التي استقيناها من المكلف بالإعلام بفدرالية عمال التربية التابعة ل”السناباب” نبيل فرقنيس فإنه ”تفاجأ ليلة أمس أزيد من 2500 أستاذ متعاقد معتصم ببودواو بولاية بومردس بتدخل قوة مختطلة من الدرك والشرطة لفض اعتصامهم على الثالثة صباحا والتي تسببت في مشادات أدت إلى تسجيل العشرات من الجرحي، وهذا قبل أن يتم تحويلهم بالقوة إلى حافلات ”إيتوزا” لنقلهم لولاياتهم”. وقال نبيل فرقنيس ”ها هي مرة أخرى السلطة تضرب عرض الحائط حرية التعبير والتظاهر بفض اعتصام الكرامة الذي بدأ مسيرة من بجاية إلى العاصمة لتنتهي بقمعها وتحويل وجهتها إلى بودواو لتتحول إلى اعتصام ويحاط بالأمن ويقمع بوضع أدوات التشويش وتعطيل الهواتف لنتفاجأ بالتدخل ليلة أمس على الساعة 3 صباحا بفض الاعتصام بالقوة وذلك بحمل الأساتذة ووضعهم بالقوة في الحافلات التي أحظرها الأمن دون مراعاة وضعيتهم الصحية المتدهورة إثر الإضراب عن الطعام ولا النزعة الإنسانية نظرا لوجود نساء حوامل. وندد فرقنيس بهذا العمل الوحشي واستنكره وأكد تضامن نقابته إلى جانب الأساتذة، محملا السلطات مسؤولية كل ما يصيب الأساتذة المتعاقدين جسديا ومعنويا وما سيترتب عن ذلك من اضطراب للعام الدراسي الذي لم يبقى منه إلا القليل. وتؤكد الفيدرالية على شرعية مطلب الأساتذة المتعاقدين في الإدماج في مناصبهم الشاغرة، لذا تدعو الفيدرالية الوطنية المجالس الولائية والمجلس الوطني للانعقاد في دورة طارئة لاتخاذ الموقف المناسب للرد على قمع السلطات للأساتذة المتعاقدين. وحسب رئيسة الفيدرالية مريم معروف بأن فئة أخرى من المتعاقدين قرروا الزحف إلى المرادية للاحتجاج بعد فض اعتصام بودواو، مشيرة أن الأساتذة الذين أعدت لهم نحو 10 حافلات النقل العمومي لنقلهم إلى ولاياتهم نظموا احتجاج وقطعو الطريق بالبويرة في منطقة ”اليشير” قبل أن يكملوا طريقهم إلى بجاية، في حين ألزم آخرون إلى التوجه مباشرة إلى ولاياتهم، في ظل تهديد المتعاقدين بإمكانية اللجوء إلى تنظيم مسيرة ثانية من ولاية بجاية نحو العاصمة بعد فشل مسيرة الكرامة والتي دامت أزيد من ثلاثة أسابيع على التوالي. تحذيرات من جرّ السلطة قطاع التربية إلى مزيد من الاحتقان والاحتجاجات وتأسف المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية ”كناباست” للقمع الذي تعرض له المحتجون وهذا على لسان مكلفه بالإعلام بوديبة مسعود ”أنه كانوا ينتظرون استغلال السلطات العليا للوساطة التي اقترحها المحتجون وتقديم طلب رسمي بذلك أول أمس من أجل إيجاد حلول قانونية للإشكالية المطروحة، تفاجأوا بقرار صد الاعتصام بطريقة ”مهينة” للأستاذ والمساس بكرامته أولا وبالمدرسة الجزائرية واستقرارها ثانيا”. وحذّر ”الكنابست” ”من تضييع السلطات فرصة لبسط السلم والاستقرار في قطاع التربية وفي المجتمع ككل مؤكدا أن السلطات بهذا التصرف قد أعلنت دعمها لسياسة الفشل والرداءة التي كشفها هؤلاء الأساتذة بحركتهم الاحتجاجية السلمية والتي كان سببها سوء التسيير والقرارات غير المدروسة للقائمين على وزارة التربية الوطنية”. كما حذّر ”الكنابست” من التأثير السلبي لقضية المتعاقدين على القطاع بسبب عدم اتخاذ السلطات العليا ووزارة التربية قرارات من شأنها إنهاء أزمة التعاقد نهائيا”. أما رئيس المجلس الوطني لأساتذة الثانويات الجزائرية عاشور ايدير فقد استنكر بدوره طريقة تعامل السلطة مع الملف وكشف عن إمكانية اللجوء إلى تنظيم مسيرة ثانية من ولاية بجاية نحو العاصمة بعد فشل مسيرة الكرامة والتي دامت أزيد من ثلاثة أسابيع على التوالي، بعد حصارها ببودواو ومنع مواصلة سيرها من طرف مصالح الأمن، مضيفا أنه ستتم مقاطعة مسابقة التوظيف في 30 أفريل، كما سيتم تنظيم وقفات احتجاجية عبر مختلف مديريات التربية وستتواصل الاحتجاجات إلى غاية رد الاعتبار للأساتذة المتعاقدين. وفي تعليق وزير الداخلية نور الدين بدوي حول تفريق الأساتذة المحتجين ببومرداس قال أنه تم بشكل سلمي، وأكد الوزير بدوي ”نحن رافقنا الأساتذة من أجل عودتهم لولاياتهم”.